فأما الذين تقدموا فلا يعلم عنهم أحد شيئاً إلا الله، وأما المتخلفون فهم في تتطلع مستمر وقلق دائم، ينظرون ماذا سيُفعل بأول الداخلين، ليعرفوا نوع المصير الذي ينتظرهم بعد حين!
وكانت مفاجئة حين بدأ بعض الكبار يخرجون، بينما بقية الصغار ما يزالون في الصف الطويل. . . وانبعثت الصيحات والأسئلة التي لم يستطع كبحها الخفراء ولا المدرسون:
- دخلتم للحكيم؟
- نعم دخلنا!
- وماذا صنع بكم؟
- لا شيء! غزّنا في أصابعنا بالدبوس وشَفَطَ الدم! الدم! ولكن رؤيتهم لهم أحياء أصحاء مطمئنة على كل حال!
- وماذا هذا في أيديكم؟
- حق من الصفيح نأتي فيه بعينة براز وزجاجة صغيرة نأتي فيها بعينة بول!
- عينة براز وعينة بول! ولماذا؟
- لا ندري! هكذا طلب منا الحكيم!
- الحكيم نفسه طلب منكم هذا؟
- لا. . . الحكيم الكبير غزنا. والحكماء الصغيرون سلمونا الحق والزجاجة وطلبوا منا العينة للحكيم!
إن أحداً لم يطلب منهم مثل هذا الطلب من قبل. وماذا يصنع الحكيم بهذه العينات العجيبة؟ انهم أن فهموا غزهم بالدبوس وشفط الدم، فإنهم لا يفهمون طلب العينات. أن الغز والدم لازمتان طبيعيتان للحكيم. . . ولكن هذا! من يدري؟ إنه الحكيم!
وعلى سهولة الطلب ورخصه إلا فإنه بدا عزيزاً وصعباً في كثير من الحالات. . . لقد طلب إليهم جميعاً أن ينطلقوا إلى دورات المياه بمساجد القرية، وأن يعودوا بعد نصف ساعة ومعهم المطلوب.
وليس كل تلميذ بمستعد لتلبية هذا الطلب في مثل هذا الوقت، ولا سيما أن (الفسحة)