إذن مات هذا الأديب المغمور، فهل ذكره أحد؟ أو نعته صحيفة من تلك الصحف التي كان يرسل فيها قلمه فياضاً جزلا؟ لم يذكره أحد، وجزى الله صديقه الأستاذ عبد اللطيف النشار إذ أنشد على قبره هذه الأبيات:
على (منصور) يبكي قارئوه ... فقد عرفوا له صدق الزماع
تنسك في اليفاعة للأمالي ... أخبت في الشبيبة لليراع
فكان بجده كهلا وشيخا ... فعاش كفاء أعمار تباع
له صغرى عجالات وضاء ... وكبرى ذات حسن وامتناع
فيا أسفا عليه وقد توارى ... وراء الغيب كالشفق المشاع
رحم الله الفقيد وعوض فيه الأدب خيرا.
فؤاد علي الأديب
جامعة فاروق - كلية الآداب
ملاحظة على مقال (غزل الفقهاء)
طالعت للأستاذ الكبير الطنطاوي في عدد الرسالة الأخير مقالاً ممتعاً عن (غزل الفقهاء) وقد نسب فيه ألف الشاعر الفقيه (عروة بن أذينة) ببيتين من الشعر هما:
قالت (وأبثثتها وجدي فبحت به) ... قد كنت عندي تحب الستر، فاستتر
ألست تبصر من حولي؟ فقلت لها: ... غطَّى هواك وما ألقي علي بصري
ولكني كنت أطالع في كتاب (شاعر الغزل) للأستاذ الكبير عباس العقاد فوجدته في صفحة ١٣٢ ينسب هذين البيتين ألف الشاعر الغزلي (عمر بن أبي ربيعة) المخزومي الذي لم يشتهر بالتنسك والتفقه وإنما بالتشبيب ومتابعة النساء في خلواتهن.
إبراهيم عبد المجيد الترزي
(مهد العرب) للدكتور عبد الوهاب عزام
مهما تباينت آراء النقاد في مقدار تأثير البيئة في الأدب فلا مفر لفهم هذا الأدب فهما صحيحا في دراسة بيئته التي أمدته بالغذاء، وتعهدته بالنمو، وأحاطته بالرعاية، واستمد