للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- إنني لا أستطيع مغادرة أشقوداره، قبل أن أدفع دينا صغيرا لتاجر هنا قد وعدته أن أؤديه إليه في هذا اليوم، وأخاف إن أنا لم أف بوعدي أن يجئ إلى القرية ويرانا هناك، وحينئذ نقع في ورطة يتعذر علينا الخلاص منها.

فقال له السيد عفت:

- وكم يبلغ دينك؟

- إنه صغير جدا، ولا يزيد على ستة جنيهات.

فتشكك التاجر لحظة، ولكنه طرد عنه هذا الشك عندما رأى السيارة وبها الشبان ينتظرون بيراما، وقال:

- انتظر إلى أن أحضر لك المبلغ، ثم دلف إلى المنزل وعاد بعد قليل وسلم له النقود، فوضعها في جيبه وعمد إلى السيارة وأخذ مكانه منها، فانطلقت بهم، والتاجر ينظر إليهم وهو يخشى أن تلفت كثرتهم الأنظار إليهم.

أخذت السيارة طريقها إلى القرية مارة بسوق المدينة، وقبل أن يتجاوزه رجا بيرام فريدا - وقد جلس على عجلة القيادة - أن يقف السيارة، فإنه سينزل ليؤدي دينا صغيرا - حل موعده - في هذا المكان وأشار إلى محل معين، فأوقف فريد السيارة، ونزل بيرام وأتجه إلى المحل الذي أشار إليه. فناداه شفيق وقال له:

- أسرع يا بيرام! لنصل قبل الغروب.

وانتحى فريد بالسيارة في الجانب الأيمن من الطريق حتى لا تعطل المارة، وانتظروا وقتا غير قصير، ولكن بيرام لم يرجع فزفر فريد زفرة حارة وقال:

- لست أعلم، ما سبب هذا التباطؤ!

فقال السيد لطفي:

- أسرع إليه يا شفيق! واستحثه على العودة بسرعة.

فنزل شفيق وقصد المحل الذي دخله بيرام، ولكنه عاد مسرعا وهو يصيح!

- أنني لم أجده هناك. فاستولت الدهشة على الجميع، وتملكتهم الحيرة، وقالوا:

- وإن أين ذهب هذا اللعين؟ عد ثانية يا شفيق! وسل عنه صاحب المحل. فرجع شفيق، ولما رآه الرجل قال له:

<<  <  ج:
ص:  >  >>