وجاء في الصفحة١٥٧:(وأنتم أيضاً إنما اكتريتم مستغلات غيرنا بأكثر مما اكتريتموها، فسيروا فينا كسيرتكم فيهم، وأعطونا من أنفسكم مثلما تريدونه منا)، وقال الشرحان: إذا رجعنا إلى نسخة ليدن وجدنا هناك اضطراباً في الضمائر لا يفهم منه معنا. لذلك وضعنا (غيرنا) بدل (غيركم) و (منا) بدل (منه) و (منا) بدل (منهم)، وهذا ما نصه الوضع الأصلي.
والذي أراه أن العلة في هذا الغموض هو تصحيف وقع في كلمة (أكريتم) فسارت (اكتريتم). فإذا أصلحنا هذه الكلمة وحدها استقامت العبارة بدون احتياج لكل التغيرات التي لجأ إليها الشارحان؛ إذ يكون المعنى: إنكم أيها المستأجرون قد أكريتم أي أجرتم من باطنكم مستغلات مملوكة لغيركم بأجرة تزيد على الأجرة التي استأجرتم بها من أصحاب الملك، وأنتم لا تجدون على أنفسكم حرجا من اقتضاء هذه الأجرة الزائدة من المستأجرين من باطنكم، فسيروا فينا كسيرتكم في هؤلاء المستأجرين من باطنكم وأعطونا من أنفسكم مثل ما تريدونه منها.
كل ما قد يتعرض به على هذا التفسير أن أولئك المستأجرين من الباطن لم يذكروا في العبارة حتى يعود عليهم الضمير في كلمتي فيهم ومنهم - ولكن وجودهم مفهوم حتما من سياق العبارة. وكأن الوضع إشارة إلى هذا باستعمال كلمة غير على لفضها المفرد وإعادة الضمير عليها في (منه) بصيغة المفرد، ولو كان الضميران في فيهم ومنه عائدين على (غير) لراعى النسق وجعلهما هاء فقط.
وجاء في صفحة ١٦١:(وليس كل خرق يرقع، ولا كل خارج يرجع) والأشكال (يرجع).
وجاء في صفحة١٦٨:(فإن للنفس عند كل طارف نزوة، وعند كل هاجم نزوة). وقال الشارحان: لعلها نزرة، مصدر للوحدة من نزره إذا استعجله وألح عليه، لأننا نستبعد على الجاحظ مثل هذا التكرار.
وأرى أن صواب الكلمة (بزوه) من بزا عليه يبزوا بزوا تطاول. وبزاه وأبزه وابزى به: قهره وقوى عليه.
وجاء في صفحة ١٧١: (وأنت لم تنفق الحرائب، وتبذل المصون، إلا وأنت راغب في