ومن ثم اعتراف شبكة بلقان بروسيا نتيجة للمساعي التي بذلها في ذلك السبيل توفيق رشدي بك (ساعد الغازي السياسي). .
وليس هذا كل ما فعله الأتراك على أثر غلطة (الدوتشي) الزعيم الإيطالي الأعلى، تلك الغلطة التي ألقت في يد الكماليينسلاحاً قوياً ليستعملوه إلى أقصى حد ممكن؛ فرصة انتهزها الأتراك واستغلوها لصالحهم إلى ابعد الحدود المستطاعة. .
أمر داهية تركيا أن يخصص فورا - بحجة الخوف من غارة إيطالية - ثلث الميزانية العامة لهذه السنة لإعلاء شان الدفاع القومي وأوصى اليابان - صديقته الجديدة - بصنع بوارج وغواصات ونسافات وطرادات وغيرها من معدات القتال البحري، كما أوعز في الوقت نفسه إلى وزير خارجيته وممثله في عصبة الأمم أن يطلب إلى ممثلي الدول ان يأذنوا لتركيا لتلحق القسم المعتل الوحيد من معاهدة لوزان بأمثاله من مجموع فصول معاهدة (سيفر) التي كان توقيع الكماليين عليها قد جرى، لا كما جرى عليها توقيع باقي دول الاتفاق الرباعي، إنما برؤوس الحراب المسمومة التي مزقتها إرباً إرباً وقبرتها في مهدها فيما يتعلق بتركيا، بينما ألمانياالهتلرية الآرية العظيمة لا تزال إلى يومنا هذا تعمل المستحيل للتخلص من بعض أغلال تلك المعاهدة. وعلى ذلك تقدم ممثل تركيا إلى مجلس جنيف وأبلغ أعضاءه رغبة الأمة التركية في تحصين المضايق وتسليحها، إذ أن هذا القيد الوحيد الذي أجبرت ظروفه الدقيقة تركيا أن ترتضي به كتذكار - وقتي على الأقل - لمعاهدة لوزان التي اعترف فيها باستقلال تركيا المطلق، لم يعد الآن يقوى على نمو ساعد تركيا الفولاذي.
إن هذا القيد قد أكله الصدأ وتصدع من جوانبه كلها، ولا يلبث حتى يتفتت من تلقاء نفسه إن لم يسرع ممثلو الدول في التقاط أوصاله التي ستتطاير في القريب ليحتفظوا بما ضحوا في الدردنيل. .
(ولو أن السير جون سيمون صرح حديثاً وهو، مسرور، في مجلس العموم (أن توفيق رشدي بك قد وعده أخيراً بأن تركيا سوف لا تصر على هذا الطلب في الوقت الحاضر؟!. .)
وها هي ذي الأسلاك أخذت تنبئنا الآن بأن صاحب الجلالة رضا شاه بهلوي إمبراطور