للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وأحب أن أقول: أن عهد المغفور له الأستاذ الأكبر المراغي قد مضى بماله وما عليه، واستأنف الأزهر عهداً جديداً وشيخاً جديداً، فمن الخير أن نعتبر بما كان حتى لا نقع في مثل أخطاء الماضي. من الخير أن نقدم مصلحة الأزهر جامعتنا المحبوبة على كل مصلحة، وأن نسوسه بسياسة غايتها نجاحه هو لا النجاح على حسابه؛ غايتها توجيهه توجيهاً علمياً إسلامياً نافعاً مثمراً صادقاً لا توجيهاً سياسياً ولا حزبياً ولا طائفياً ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب!

لقد انقضى هذا العام الدراسي في الأزهر كما انقضت أعوام من قبله، ولم نر إلا وجوهاً جديدة، ومناصب جديدة، وعلاوات ودرجات وترقيات، أما ما وراء ذلك فإني أكون مقتصداً جداً إذا قلت أن الحال هي الحال!

وقد يقال: إن الإدارة الجديدة لم يمض عليها بعد زمن تحاسب معه على ما قدمت أو أخرت، ولكن هبوا الصبح لم يشرق فأين تباشيره؟ أين ما يدل على نوايا الخير والإصلاح والنهوض؟

كنت أتوقع أن يكون أول ما يهتم به فضيلة الأستاذ الأكبر الجديد، أن يجمع كل ما كتب في الصحف أو التقارير على عهد فضيلة الشيخ السابق، وأن يضم ذلك إلى محاضر اللجان المتعددة التي ألفت لبحث أسباب الركود وعوامل الضعف، وأن يراجع جميع المشروعات التي وضعت ثم طويت، وأن يدرس جميع المشاكل التي تسبب القلق للدراسة في كل عام من مطالب للطلاب أو الأساتذة، وأن يتصل بالمختصين في كل وزارة ليصون حقوق الأزهر التي في يديه، ويسترجع حقوق الأزهر التي انتزعت منه.

كنت أتوقع أن يسأل عن البرنامج العملي الذي وضعته لنفسها (جماعة كبار العلماء) باقتراح من بعض أعضائها، لوضع تفسير للقراَن الكريم خال من الحشو والروايات الموضوعة والإسرائيليات، ولبحث ما جد ويجد من المعاملات، ولتنظيم الوعظ والإرشاد على طريقة مجدية، ولكذا وكذا. . . مما جاء في هذا البرنامج الذي وضع ثم أقر ثم أميت. فبأي ذنب قتل؟

كنت أتوقع أن يسأل عن قسم تخصص المادة في الأزهر وما سبب توقفه؟ وهل كانت ريحه تجري رخاء كما أراد القانون؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>