إن المخلوقات من حيوان ونبات وجماد تخضع لقانون طبيعي أزلي يتميز بعضها من بعض. فهناك فصيلة خير من فصيلة، وعنصر خير من عنصر، وبطون خير من بطون.
ففي الحيوان ترى الخيول العربية مثلاً أفضل من غيرها.
وفي النبات ترى الورد الجوري له رائحة زكية هي أعبق وأشهى على الشم من غيرها.
وفي الجماد تجد للفولاذ متانة تفل الحديد. كذلك الإنسان - وهو عنصر من الحيوان - فإن لبعضهم تفوقاً على آخرين، وهذا الإنسان المتفوق (إنسان أعلى) وإنه ليكثر عدد المتفوقين في شعوب دون شعوب، فبطبيعة الحال تكون هذه الشعوب التي كثر أفرادها المتفوقون، شعوباً متفوقة (شعوباً عليا) وما دام قانون الطبيعة يعطي الغلبة للسامي المتفوق فإن من الحق الطبيعي لهذه الشعوب المتميزة أن تكون لها السيطرة، وأن تقبض بيدها على مقدرات العالم.
هذا وإن تطور تاريخ تطور الشعوب - كما تقول النظرية - هو تطور العرق ذاته، ولقد كانت الأمم ذات البشرة البيضاء سباقة إلى المدنية والرقي؛ بل إنه كتب لها دائماً الظفر في جميع الميادين فدلت على علو كعبها وسمو محتدها. وهناك فوارق ذات بال في الجنس الأبيض نفسه؛ فإنها ليست كلها سواسية، فالرفعة والسمو منحصران في العناصر المنحدرة من أصل آري فقط، لاسيما ما كان منها من هذه الكتلة المختارة أحفاد الجرمان والفرنك القدماء، وأن زعم الساميين القديم بأرجحيتهم وحصر مظاهر القوة والجمال والذكاء فيهم، والعوامل التي تؤهلهم لان يتحكموا بالعالم على هواهم، هو مجرد بطلان وأوهام، فأن العنصر السامي أحط من أن يبلغ المستوى الذي فيه العنصر الآري فلا عبرة هنا لبياض بشرته.
تعتمد النظرية في إثبات دعواها على أربعة عوامل: روحية، وعلمية، وتاريخية، وواقعية.
١: إن القدرة العلوية شاءت أن تختار عنصراً متفوقاً من بني الإنسان، لتعهد إليه بالإدارة، ولتكل إليه أمر القيادة في العالم.
٢: إن العلم في ذاته فيه دافع إلى السيطرة والغلبة، فإنه يسلم صاحبه وسائل ارتقائه وسموه.
٣: إن التاريخ يحدثنا عن الأبطال وحدهم، فهم السادة المطاعون القابضون على زمام