للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

غاية ما في الأمر أنه كان يحس بأن عقله كثيف مظلم مختلط لا تستطيع الفكرة أن تصدر عنه، بل لم يعد يعرف هل لا يزال يتألم؟ وهل شفى غليل حقده من خصمه؟ وفي ساعة العشاء ألفى نفسه من جديد في منزله، وعلى أثر ذلك أنبأه خادمه بأن سيدة تنتظره في حجرة الاستقبال منذ ساعة على الأقل، فاتجه إليها فألفاها (هانرييت ديسيز) تلك الصديقة المخلصة وكاتمة السر التي أوصت (جاكيلين) بتسليم رسائلها الغرامية إليها والتي لم يكن جيوم قد رآها منذ وفاة زوجته لأنها كانت قد سافرت في اليوم التالي، فتبادلا معاً بضع كلمات أعلنت إليه هانرييت فيها أنها تصل الساعة مباشرة من الجنوب، وأنها نالت الحكم بالطلاق ضد زوجها، وأنها معتزمة الزواج على أثر مضي العدة. فقال بغير اكتراث: - آه.

وفي الحال سألته في نبرة مرتبكة قائلة:

ألم تجد بين أوراق جاكيلين حزمة لي. . . غلافا مختوما؟

فنظر جيوم إلى تلك الشابة نظرة شزراء وكاد يوبخها على تآمرها مع زوجته الراحلة، ولكن ما الفائدة في ذلك؟

أجابها على سؤالها بقوله:

- نعم وجدت غلافاً باسمك

- وإذاً، فأين هو؟

- قد أحرقته.

فظهرت الكاَبة على وجهها وقالت:

- كيف! أحرقته! كيف! لكن لم يكن ذلك من حقك

- لم يكن ذلك من حقي!

- لا، فهذه الرسائل كانت ملكي، وجاكيلين كانت تحفظها، لتؤدي لي بذلك خدمة، ولكن كان من المفهوم أن أستعيدها في يوم أو في آخر. . . ولما رأت أن جيوم لا يظهر عليه أنه فاهم استمرت تقول في دهشة:

- آه! ألم تقل لك جاكيلين؟ مسكينة جاكيلين! أنا لم أطلب منها كتمان السر إلى هذا الحد ولا سيما ما يتعلق بك

فقال في رعدة وفزع: - ماذا؟ ماذا؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>