للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المسابقة وفهمهم للشعر، غير أنه عن لي فيها مأخذان جديران بالملاحظة: الأولى في قوله:

وما سرى في أفقه كوكب ... إلا وغض الطرف من نحسه

فإن إقحام الواو بعد إلا لا تجيزه العربية، لأن جمهرة العلماء مجمعون على أنه إذا أتى بعد إلا فعل ماض امتنعت الواو من الدخول عليه، ويشهد لهم قول الله تعالى (وما تأتيهم من آية من آيات ربهم إلا كانوا عنها معرضين)، وقوله: (وما يأتيهم من نبي إلا كانوا به يستهزئون)، وقد حكموا بالشذوذ على قول الشاعر:

نعم امرءاً هرم لم تعر نائبة ... إلا وكان لمرتاع به وزرا

والأخرى في قوله:

واسقوه عذب الماء لا آسنا ... يرنق (المكروب) من كأسه

فإنهم نصوا على أن (لا) إذا وقعت بين الصفة والموصوف وجب تكرارها قال ابن هشام في كتابه (مغني اللبيب) ص ٣٤٦ ج٢ ما نصه: (وكذلك يجب تكرارها إذا دخلت على مفرد خبراً أو صفة أو حال لا نحو زيد لا شاعر ولا كاتب، ونحو جاء زيد لا ضاحكا ولا باكياً، ونحو أنها بقرة لا فارض ولا بكر. وظل من يحموم لا بارد ولا كريم. وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة، من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية).

ومهما يكن من شيء، فإن مثل هذا لا يغض من جمال هذه القصيدة وروعتها.

علي جلال الدين شاهين

الملك:

قال لي صديق أمريكي وفد على مصر في غضون هذه الحرب: (إن المُلك قد أصبح على يد ملككم الشاب فناً جميلا، فقد جمع بين القدوة والمثال)

ذكرت هذه العبارة يقولها رجل تذكى الغربة مع نفسه كوامن التطلع وأنا أكاد أفرغ من دراسة ديوان الشاعر المصري محمود حسن إسماعيل (الملك)

وما نستطيع أن نضع هذا الديوان مع دواوين شعراء المديح، وهي في العربية أكثر من الكثير، فلم تتغن شاعرية محمود في جلالة الفاروق لأنه (ملك)، ولكنها تغنت بها لأنه (الملك) أي (القدوة والمثال)، وأغلب الظن أنه فطن إلى هذا ساعة هدته فطرته إلى عنوان

<<  <  ج:
ص:  >  >>