للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ديوانه. . .

وما نستطيع كذلك أن نسلك هذا الشاعر المصري وهو يسجل آيات المصري الأول مع شعراء المناسبات، وهو إنما كان المصري الشاعر الذي استطاع أن يقول ما يريد أن يقوله كل مصر فلا يستطيع!

ألم يخفق قلبك وقلبي لهذا الملك يصعد إلى أسوان ويجوس بين مصريين أضناهم المرض والإهمال فواساهم ونبه إلى العناية بهم وبأمثالهم؟

ألم يخفق قلبك وقلبي لهذا الملك كالغيث في الصحراء على الأعراب البائسين في مضارب خيامهم يسعد فقيرهم ويبرئ سقيمهم ويحي فيهم كيان الأسرة، وهو يمنح الهبات للراغبين في الزواج؟

ألم يخفق قلبك وقلبي لهذا الملك يلتفت إلى هؤلاء الذين أدمى الحفاء أقدامهم، فكانت نداء بالعدالة الاجتماعية ويقظة الشعور الإنساني بهؤلاء المكدودين العاملين؟

ألم يخفق قلبك وقلبي لهذا الملك يمد جناحه على الناقهين لا تستطيع المصحات إيواءهم فيعدمون الغذاء والمأوى؟

ألم يخفق قلبك وقلبي لهذا الملك يكرم النوابغ من شباب المتعلمين، فيدعوهم إلى قصره ويحفزهم على إذكاء شعلة العلم النافع والعمل الصالح؟

ألم يخفق قلبك وقلبي لهذا الملك يوم تداعت الحدود القديمة وتهيأت الوطنية العربية للنهوض، فكان أول من حمل لواءها وجاهد في سبيل تحريرها، فرأينا أرزة لبنان تغرس على ضفة وادي النيل وتحت شرفة الفاروق؟

فإذا لم تتحرك شاعرية المصري العربي محمود حسن إسماعيل بآيات المصري العربي الأول، ففيم تتحرك إذن وبمن تشيد؟!

ويقول بعض الأدباء الذين يغلب النقد على فطرتهم: ما لهذا الشاعر يكثر من ذكر النبت من زهر وثمر، والأرض من نجاد ووديان، والماء من نبع وغدير؟

بل ماله يسرف في ذكر الخمر وكئوسها وأكوابها؟ وماله يسرف في ذكر النيل والهرم؟

حسب أولئك وهؤلاء أن يعلموا أن هذه الوحدات التعبيرية لم تقصد لذاتها، وإنما قصدت للدلالة على وطن أو حالة نفس، فهي رموز مشهورة ودلالات معروفة، وإليك مثالا واحداً:

<<  <  ج:
ص:  >  >>