لوني، فأدرك العامل أنه اقترف غلطة كبرى، فصمت فجأة، لأنه فهم كل شيء، فتحاملت على نفسي وقلت له: حسن ما تقول، ولكن احمل هذا فإنه ليس لي. قلت ذلك للعامل وانزويت في غرفتي واستسلمت إلى البكاء.
وهكذا بعثت المصادفة إلي بسر زوجي، فأنا كنت أعرف أن مدام ديلافو قد حددت هذا المساء لاجتماعها به.، والآن أعرف كذلك أين مكان هذا الاجتماع، إذ أن راؤول قد بلغ به الاستخفاف إلى حد أنه لم يحاول إخفاء اسمه في هذا المنزل الذي اختاره للخيانة الزوجية. ولا ريب أن شريكته في الجريمة تدعى في ذلك المنزل بالكونتيس دي بواستيل، فماذا يجب عليّ أن أعمل؟ أليس من واجبي أن أحول بين زوجي وبين الإجرام؟
نعم قد كنت فيما مضى أمتعض من أن أقوم بتحقيق هذه الخيانة وأن أتعقب الجناة، ولكن ما الذي يمنعني الآن من أن أنذره ومن أن أجاهد ضد هذه المرأة، لأصرفه عنها؟
إنني أستطيع حين يعود راؤول للغداء أن أقول له: إني عرفت كل شيء، وأن أشرح له المصادفة التي أنبأتني بالرغم مني. أجل سأشرح له ذلك، ولكنه سينكر، فقد تعلم الكذب بمعاشرته تلك المخلوقة. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فأنا أصبحت لا أحسن المناقشة معه، ولهذا أخشى أن تنتهي المسألة بمشهد عام. وعلى أثر ذلك سيخرج من المنزل جاذبا الباب وراءه بقوة كما هي عادته، ثم يذهب ليتعشى في النادي ويتجه بعد ذلك إلى شارع فيزيليه، ليلتقي بعشيقته. فمن الخير إذاً، ألا أقول له شيئا وأن أسبقه إلى ذلك المنزل فأقف أمام الأمر الواقع بين زوجته وعشيقته، وإذ ذاك لا يستطيع أن ينكر، وله في تلك الساعة أن يختار بيني وبينها. ولكن ما أفظع الانتظار في الطريق وما أشنع تلك المقابلة وإن كانت هي الواجب!
الساعة الثانية بعد الظهر من اليوم نفسه:
- لقد جاء الطبيب ولم يطمئني عن صحة الطفل فحالته سيئة ودرجة حرارته مرتفعة وهو يبكي ويرتعد، وكلما ألمس أي عضو من أعضاءه الصغيرة أجده يتصبب عرقا. ولقد سألت الطبيب قائلة: هل هو في خطر؟ قل لي الحقيقة، إنني أريد أن أعرف.
فهز رأسه وظهرت عليه علائم الشك ثم قال:
- خطر. . . يا إلهي. . . أنا لا أدري. . . في هذه اللحظة هو محموم، وهذا كل شيء،