على أساليب المعارضة والمقاومة في عهد جيمس، فلم يك أمام شارل ألا طريقاً واحداً هو مسالمته، ولكنه تنكب هذا الطريق، وبالغ في إعنات البرلمان وأسرف في تمسكه بالحق الإلهي المزعوم، وأصبحت سياسته تنحصر في مقاومة الرأي العام حتى مل الناس، لا يحفلون رضاه أو غضبه.
لم يكد يجتمع أول برلمان في السنة الأولى من حكمه حتى دب الخلاف بينه وبينه، وذلك أن البرلمان لم يمنحه المال إلا بقدر حتى يظل محتاجاً إليه فلا يحله، كما أن البرلمان لم يعتمد له ضريبة التجارة إلا لسنة وكانت للملك طول حياته، وكانت الحرب قائمة بينه وبين أسبانيا فكانت حاجة الملك إلى المال شديدة، وأمدت انجلترة فرنسا ببعض سفنها لتقذف بها أسبانيا ولكن فرنسا قذفت بها البروتستنت في أرضها حيث تحصنوا في ميناء لاروشل فغضب البرلمان وما زال ينتقد سياسة الملك حتى ضاق به الملك فحله.
ولكنه دعا برلماناً جديداً في السنة التالية أي سنة ١٦٢٦ فاشترط هذا البرلمان أن يزيل الملك أسباب ما يشكو الناس منه وإذ ذاك يجيبه في سخاء إلى ما يطلب من مال. واتهم البرلمان لورد بكنجهام توطئة لمحاكمة أمام اللوردات، وكان أقرب المقربين إلى شارل، وكان بكنجهام هوفلير أحد أصفياء أبيه جيمس من قبله، وكان يعتقد الناس أنه هو الذي يوحي إلى الملك الطغيان ويدفعه إلى محاربة البرلمان، واستشاط الملك غضباً وأمر بالمحرضين على ذلك فألقى بهم في السجن، وامتنع البرلمان عن العمل حتى يطلق الملك سراحهم، وأعلن ألا تجبى ضريبة التجارة إلا بموافقة البرلمان، وأذعن الملك فأطلق المحرضين، ولكن البرلمان عاد إلى اتهام بكنجهام فلم يطق الملك صبراً، وتخلص منه بحله.
وعمد الملك إلى فرض قرض جبري لمواجهة الحرب وأخذ في جمعه بالقوة، وكان يرسل إلى السجن من يرفض أن يدفع، وكان ممن دخل السجن بسبب الامتناع جون همبدن أحد زعماء البرلمان وقد أصر على امتناعه معلناً في صراحة وجرأة أن الملك لا يملك فرض مثل هذا القرض، وزاد على ذلك قوله (أن العهد الأعظم ينبغي أن يقرأ مرتين كل سنة في وجه من يخرجون عليه).
واشتدت الضائعة بالملك، فقد ساقته حماقته إلى خلاف بينه وبين فرنسا وانقلب الخلاف إلى