ككل واحد لا ينقسم. وعلى ذلك فليس من الضروري إذا تناول الأديب وقائع خاصة أو أحداثاً شخصية فردية أن يكون ممثلاً للجماعة، بل إنه لم يزد في هذه الحال على أن يكون ممثلاً لنفسه ولنفسه فقط.
على أني أسلك في تفسير الأدب الرفيع مسلكاً آخر غير الذي سلكه الأستاذ فأقول: إن الأدب، سواء وصف أحداث المجتمع أو تناول أهواء الفرد، هو أدب له قيمته. ولا يغض من شأنه، أو ينقص من قيمته، إلا عجزه عن التصوير الدقيق والتأثير البليغ.
ويقول الأستاذ في آخر المقال تقريباً:(لا نعرف الفنان إلا خيراً، ولا نعرف الفن إلا خيراً صرفاً كله). وأكرر ما قلته أولاً أن الأدب لا يكون غثاً إلا إذا جاء تصويره فاتراً، وتأثيره على النفس واهناً. والشر في الأدب لا يقلل من قيمته، بل قد يكون من دواعي رفعته. ونضرب مثلاً على ذلك أبا نواس في الأدب العربي، وبودلير في الأدب الغربي؛ فهذا صور في شعره شهواته الجارفة وخمره وغزله بالمذكر، وذلك أتى من ضروب تصوير اللذة البهيمية ما رفعه إلى الذروة في الفن. وكلاهما لم يخرج عن الشر في صوره الأدبية في الغالب.
جبريل خزام
قبور بعض آل البيت:
كتب الأستاذ أحمد أبو زيد مقالاً قيماً عنوانه (الموالد المصرية) في العدد ٦٣٢ من (الرسالة) الغراء جاء فيه:
(وتعتبر القاهرة أسعد مدن مصر، بل أسعد مدن العالم الإسلامي أجمع نظراً لكثرة ما تضمه من رفات الأشراف والأولياء من نسل النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم. فالقاهرة في ذلك لا يضارعها حتى مكة نفسها، ففيها رأس الحسين، ورأس ابنه زين العابدين، ورفات فاطمة، وسكينة ابنتي الحسين أيضاً الخ)
وهذا القول مخالف للواقع، لأن الإمام زين العابدين قضى في المدينة سنة أربع وتسعين أو خمسة وتسعين أو تسع وتسعين على مختلف الروايات، ودفن بالبقيع في القبر الذي فيه عمه الحسن