للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أن فنه الأدائي - كما قلنا - يبلغ مبلغ الجلال والجمال والروعة في كثير من المواطن.

محمد عبد الحليم أبو زيد

مكتبة الطفل:

الأستاذ كامل كيلاني، صاحب فكرة، أقسم بالله جهد أيمانه ليوفين فيها على الغاية مهما أدمت يديه ورجليه أشواك الزمان، وليس هذا فرضاً أفترضه، أو كلاماً ألقيه على عواهنه. فأديبنا ما زال يدأب على خدمة هذه الفكرة، متجاهلاً كل العقبات ما زال والمتاعب، فكرة إنشاء مكتبة الطفل في الأدب العربي - الذي خلا منها في جميع العهود - ابتدعها الأستاذ كامل كيلاني بقلمه الذي يشبه (البطاريات) الكاشفة عن مواقع الأهداف في غلس الظلام؛ فأدبنا العربي تجاهل الطفل، والفتى اليافع، بل والشاب الناشئ، ولم يفتح عينيه إلا على الرجل الناضج، ومن يستطيع أن يقفز إلى أعلى السلم متخطياً درجاته الأولى دفعة واحدة؟!

ها هي ذي الدرجات الأولى في سلم الأدب العربي يضعها الأستاذ كامل كيلاني ببراعة المهندس، وحكمة البناء، وذوق الفنان الذي، يتحدث عن عمله فيقول: (أخذت في إظهار مكتبة الأطفال التي أمضيت في تأليف أجزائها عدة أعوام، وجعلت منها مجموعات يقرؤها الطفل على مراحل مرسومة، كل مرحلة تناسب سناً معلومة، دفعاً للحرج، وتمشياً مع سنة الترقي من درج إلى درج؛ فهو يقطع هذه المراحل في المطالعة والدرس، مستريح البال، مطمئن النفس، لوضوح مقاصدها، وسهولة مآخذها ومواردها، لا يجد فيما يطالع منها إلا ما يناسب مزاجه ويوائمه، ولا يصادف فيما يقرأ إلا ما يوافي طبعه ويلائمه)

وكان من أثر هذا المجهود الفذ أن ظفر صاحبه بثناء الأمراء المثقفين، والوزراء المتأدبين، وحملة الأقلام في الشرق، اعترافاً منهم بتبريزه وفذاذته؛ فها هو ذا الأمير سيف الإسلام عبد الله ولي عهد اليمن يوجه إليه خطاباً كريماً يفيض بالتقدير ويختمه بقوله: (وسنقتني منها ومن مكتبة الكيلاني للأطفال - كمية يستفيد بها الأولاد في اليمن)

وها هو ذا سعادة الأستاذ نجيب الهلالي باشا يوجه إليه رسالة من نيانه الرائع فيقول: (ضالة الجبل، ومنطق العرب الأصيل رجال في مرح الأطفال، وأطفال في هدى الرحال، جد في لعب، وجوهر من الصدق في عرض من الكذب. . .) ثم يقول سعادته: (وإن طفلاً

<<  <  ج:
ص:  >  >>