خفاق بلواعج الحب لوطنه، والإخلاص لقومه، يثور لأحزانه ويتألم لآلامه وأشجانه. وقلب التجاني هو قلب الشاعر الصادق الذي يعد بمثابة أداة تصوير واعية تلتقط ما يتساقط عليها من ألوان الحوادث ومشاكل الوجود، ومسرات الحياة وحسراتها. عبرت نفس التجاني الثائرة عما يجيش في قرارتها بهذه الأبيات الشاكية الصارخة في قصيدة مطلعها (ثورة) فقال:
من لهذا الأنام يحميه عني ... قلمي صارمي وطرسي مجني
هو فني إذا اكتهلت وما زا ... ل على ريق الحداثة فني
نهلت من دمى الحوادث واستر ... وى يراعى مما يدفع دني
إلى أن يقول: -
وطني في الصبا الدمى والتماثي ... ل ونفسي ومن أحب وخدني
هذه يا أبي تصاوير ما تب ... رح دنياي أو تزايل كوني
يصنع الغاب مزهري، ويشيد الر ... مل عرشي، ويبعث اللهو أمني
تلك عرسي وإنها صنع نفسي ... بيدي صغتها وذيالك أبني
هي دنيا الصبيّ لا جنة الشي ... خ تفيض النعيم من كل لون
ثم يخاطب وطنه فيقول: -
قف بنا نملأ البلاد حماسا ... ونقوض من ركنها المرجحن
هي للنازحين مورد جود ... وهي للآهلين مبعث ضن
يستدر الأجانب الخير منها ... والثراء العريض في غير من
أبطرتهم بلادنا فتعالى ... ابن أثينا (واستكبر) الأرمني
ثم يختمها بهذا البيت الرائع الذي يدل على صدق الوطنية وقوة الشعور بكرامة القومية.
يا بلادي أخلصتك الخير واستص ... فيت ودي إليك من كل مين
ماذا ترى في هذا الشعر الرصين والنفثة القوية المنبعثة من فؤاد مجروح وصدر معذب بالحرقة والأنين؟ يتألم ويرسل صوته داويا كالريح، مجلجلا كالرعد، نافذا كالسهم في قلوب المواطنين ونفوس الشباب العاملين.
صور الحب والجمال: