للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القتل هو القانون، والطبيعة تحب الشباب الخالد، فتحث أبناء الحياة على ترك الحياة، وكلما أهلكت رطلا أحيت آخر مثله.

٢تموز:

الكائن؟! ما هو الكائن؟

هو كل شيء، وهو لا شيء؛ فهو انعكاس الكون. وتصغير العالم، هو تاريخ، وشكله مرآة لأعماله، فكل مخلوق محيط في هذا العالم!

إرحل وابحث عن الأجيال ترى الكائن لا شيء. اصعد في زورق وابعد عن الشاطئ المزدحم بالمخلوقات فلا ترى شيئا بعد برهة، ومن هنا نستدل على حقارة الإنسان. اقطع أوربا بالقطار السريع وتطلع من بابه الصغير ترى رجالا لا يحصون مجهولين، يحرثون الحقول. . . ويتراكضون في الشوارع، وفلاحين بلهاء لا يعرفون سوى فلح الأرض مع نسائهم السمجات اللاتي لا يتقنّ سوى طبخ الحساء لرجالهن وأولادهن.

اذهب إلى الهند، إلى الصين، تجد الحال هي الحال: أناس يولدون ويشقون ثم يموتون دون أن يتركوا أثر نملة.

زر بلاد الزنوج الآوين إلى بيوت من الطوب؛ زر بلاد العرب البيض القابعين تحت خيامهم القاتمة المتموجة مع الرياح تر حقيقة المخلوق المنعزل الذي نعتناه بلا شيء

والعقلاء من البدو والحضر ينظرون إلى الموت نظرهم إلى المر الذي لا بد منه، فلا يكترثون له. والجريمة كذلك في نظر البدو الذين نشأوا وتأصلت في نفوسهم منذ نشأتهم فكرة الأخذ بالثار كأنها شيء طبيعي. أما أهل الحضر فلا يتأثرون بهذه الجرائم وان كانت أفكارهم لا تتعدى حدود اعتبارها أمرا طبيعيا لازما لإطفاء شهوة القتل، والقتل تنتقل عدواه من بيت لآخر ومن مقاطعة لأخرى.

تأمل في أشخاص العالم المجهولين!

المجهولين؟

وصلنا أساس البحث!؟

قلنا إن القتل جريمة لان القانون أحصى عدد المخلوقات

وسجلها وأطلق عليها أسماء عديدة، ثم قدّسها رجال الدين فإذا هي في حمى القانون يدفع

<<  <  ج:
ص:  >  >>