عنها عدوان القتلة السفاكين؛ والمولود الذي لا يسجل لا يعترف القانون بوجوده
الطبيعة تحب الموت، ولا تعاقب القتلة؛ وهي نفسها تدافع عن الإنسان الذي جعله القانون سلعة في يده يفعل به ما يشاء، لأنه خول لنفسه الحق فيه، فتراه بعد مئات الألوف للحرب منتظرا أن يسقط أسمائهم من سجلاته. ولكننا نحن الضعفاء لا يمكننا تبديل أي اسم ولو من سكان الاقضية، بل الواجب علينا أيضاً احترام حياة الكائن، مع احترام سلطة الحكومة المدنية التي تملك الهياكل البلدية.
قف وادع الله يا ابن الطبيعة!
٣تموز:
في القتل غرابة ولذة مقرونتان بالسرور؛ فإذا كان المخلوق الحي العامل تحت سلطتك وتمكنت من عمل جرح صغير واحد في جسده ووقفت ترى المادة اللزجة الحمراء تسيل أمام عينيك ثم يفقد ذلك الجسم الحياة، فلا ترى بعد أذن كتلة لحم لين، بارد عديم الحركة التفكير.
١٥آب:
لقد قضيت حياتي بالمحاكم، اعدم، وأميت، بكلام رقيق يخرج من فمي، وتنفذه المقصلة في الذين أماتوا بحد السكين، أنا! أنا! ماذا يكون مصيري إذا أصبحت أحد هؤلاء القتلة!؟ من يدري؟
١٥آب:
من يدري؟ لا أحد!
أيفكر امرؤ باني قاتل ولا سيما إذا انتقيت كائنا لا فائدة تعود علي من حذفه؟
١٧آب:
الشهوة، الشهوة، نعم، تملكتني شهوة القتل كالدودة حابية في جسمي وفي عقلي، إني متعطش إلى رؤية الدم وبجانبه الموت، حيث تسمع أذناي صوتا فضيعا يناديني، ويذكرني بآخر صرخة تخرج من المحتضر. لعل في القتل لذة، وخصوصا إذا كانت الضحية كائنا مطلق الحرية وأسعها يملك قلبه الهادئ الرزين بنفسه.