للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢٢آب:

لا يمكنني الصبر، قتلت حيوانا إطاعة لتلك النزعة الحمقاء التي تغالبني.

لخادمي (جان) عصفور في قفص ثمين ومعلق بنافذة الدار، وقد أرسلت خادمي ذات يوم لقضاء حاجة، وبعد أن ذهب أخذت العصفور الصغير في يدي فشعرت بجسمه الحار، وبنبضات قلبه المتفاوتة، ثم صعدت إلى غرفتي، وأخذت اضغط عليه شيئا فشيئا إلى أن أحسست بدقات فؤاده السريعة. لقد كان المنظر وحشيا مع فظاعته. كدت اخنقه. ولكن لا فائدة لأني لن أرى دمه يسيل، فأخذت المقص وجعلت رقبته ثلاث قطع؛ ففغر المسكين فاه، وأراد التخلص بكل ما أوتي من قوة، ولكن أنى له ذلك ويداي كالحديد تطوقان عنقه؟ لقد كان عملي يسترعي الدقة والانتباه، فكنت أعمل بتؤدة!!

الدم!. . . الدم!. . . ما أجمله!!

أحمر قان، صاف! لقد أردت أن أخضب به لساني، وفعلا كان ذلك! أن هذه الكمية القليلة لا تبعث النشوة، لكنها لذيذة! ضاق نطاق الوقت للتمتع بهذا المنظر؛ فقد حان حضور خادمي.

آه! لو كان بدل هذا العصفور ثور لكان أبهى وألذ.

يا له من شقي! لأني أصبحت كالقتلة: غسلت المقص بيدي، وحملت الجثة الهامدة إلى مثوى أعددته لها في الحديقة، ودفنتها تحت شجرة (فريز).

لا يمكن لأحد معرفة هذا المكان، وسآكل كل يوم حبة من هذه الشجرة الحمراء.

بكى خادمي عصفوره كثيرا بعد عودته، وظن انه طار من قفصه أيمكنه اتهامي!؟ لا. . . لا. . .!!

٢٥آب:

الأمر بسيط: ذهبت للنزهة مرة في غابة (فيرن) لا أفكر في شيء مطلقا، وإذا ولد صغير يأكل خبزا عليه قليل من الزبدة على قارعة الطريق. وقف ليراني مارا بجانبه، وعندما اقتربت منه حياني قائلا:

- نهارك سعيد، يا سيدي الرئيس.

وهناك. . . طرأت علي فكرة (قتله) فرددت عليه:

<<  <  ج:
ص:  >  >>