- ألا يصحبك أحد من أقاربك أو أصدقاؤك في هذه الغابة العظيمة المقفرة؟
- أبدا يا سيدي الرئيس.
لقد عصفت في رأسي شهوة القتل وأثرت في نفسي كما تفعل الخمرة براس شاربها.
اقتربت منه ببط خوفا من أن يفر كما كان يخيّل ألي ّ. ضغطت على عنقه بعنف، فنظر ألي بعينين تحاكيان البحر عمقا والسماء صفاء و. . . لم اشعر طول عمري بمثل هذا الإحساس الغريب الذي سيطر عليّ. لقد أمسكت يديه الصغيرتين بساعديّ القويتين المفتولتين، بينما كان جسمه يتطاير في الهواء كما تتطاير ريشة الطير على سفود. ثم همت حركته ووقفت أنفاسه. وهنالك أحسست بتواثب دقات قلبي العنيفة؛ مسكين ذلك الصغير، لقد رميت جثته في حفرة وغطيتها ببعض الحشائش ثم عدت.
تناولت غدائي هادئ الأعصاب كأني لم آت شيء! لقد شعرت بخفة نفسي التي عادت فجددت شبابها الأول، وقضيت سهرة الليلة عند مدير الناحية. انهم وجدوني سريع النكتة، خفيف الروح في تلك الليلة، ولكني لم أر الدم، لذلك لم أك مطمئنا تمام الاطمئنان.
٣٠آب:
عثروا على الجثة، والسعي جار لمعرفة القاتل؛ أنا مطمئن فلم يرفع الستار عن المجرم.
أول أيلول:
أوقف قاضي التحقيق رجلين من عابري السبيل كانا يجوبان تلك الناحية، وقد أخلى سبيلهما لان الأدلة غير كافية أدانتهما.
٢ايلول:
بكى أهل الطفل أمامي متضرعين!! ألا ما أعذب قولهم!
٦تشرين أول:
إن شهوة القتل تمتلكني وهي متأصلة في عروقي، تجري مع دمي، وهذا ما يدفعني إلى القتل كابن العشرين عندما يتيمه الحب.