للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(عمر فروخ). . . ولعله من أصحاب العلم والأدب بالرخص (الأمريكانية) أو (الفرنسيوية) التي ابتلى بها الشرق العربي في الزمن الأخير.

وصلت إلينا لهذا الفروخ رسالة عن ابن الرومي يقول في مقدمتها: (قال سليمان البستاني: وكأني بابن الرومي وفيه لمحة من كنيته إلي جرثومة أصله أو عرفانه، كانت تحمله على تحدي هوميروس في كثير من أساليبه ومعانيه وتشبيهاته. وقرأ عباس محمود العقاد هذا فبنى عليه فصلا تاما من كتابه ابن الرومي ٢٦٣ - ٣٠٢ وبعض فصل. . .)

ثم تناول هذا الفروخ قلمه الأحمر وتفضل بتوزيع الدرجات والتوبيخات فقال: (لقد غفل البستانيان والعقاد عن طبيعة الاجتماع وفاتهما كثير من حقائق التاريخ وأسس الأدب. إن الوراثة العرقية أو وراثة الدم تؤثر في الاستعداد العام أو في الذكاء الفطري وفي الصفات الجسمانية، ولكنها لا تؤثر في اتجاه التفكير ولا في الإنتاج الأدبي. ثم إن ابن الرومي نشأ في بيئة عربية يجهل اللغة اليونانية وكذلك أبوه، ولم يكن من سبيل لاتصاله بالأدب اليوناني القديم أو المتأخر، وأن عبقرية ابن الرومي لم تتكون إلا كما تتكون كل عبقرية غيرها من عوامل في البيئة وعناصر الشخصية. . .)

ثم رفع هذا الغر مقرعة المعلم على رؤوسنا وراح يهزها ويقول (إن بعض المتأدبين عندنا تأخذهم حمية الإنشاء فيندفعون في كتابة خيالية، من غير تحقيق أو اهتمام بما كتبه العلماء والباحثون. . .)

فهل علم القارئ إذن ماذا نحن وماذا هذا الفروخ الجهول؟

هذا الفروخ الجهول معلمنا نحن المتأدبين، وحذار أن تخطئ فتزعمنا من الأدباء!! وهو يتربع الديوانية ويتبختر الفطحلية، ويعجب لهؤلاء التلاميذ الذين يسودون الصفحات بالإنشاء، ولا يفقهون ما قاله العلماء، ولا يعرضون عليه كتبهم ليوزع عليها الحمراء والخضراء، من درجات التصحيح والإملاء.

وما الذي أخطأنا فيه نحن المتأدبين، فأدبنا هذا الفروخ على هذا الخطأ المبين؟

أخطأنا لأنه افترى علينا، ولأن الذي قلناه نقيض ما نسبه إلينا. والعجيب أنه يذكر الصفحات، وهذا الذي قلناه في تلك الصفحات:

قلنا: (ربما كان القول بأن ابن الرومي رجل حساس متوفز الأعصاب ملبي المزاج نشأ في

<<  <  ج:
ص:  >  >>