للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الله خلق الدنيا في ستة أيام!.

هؤلاء جميعا لم يعودوا يصلحون لقيادة الجيل. أعصاب منهوكة. وقلوب خاوية من الإيمان الحار بشعبهم وأمتهم. كلهم يستحقون (المعاش)، كلهم سواء، لا يستحقون من الجيل الجديد الحماس!

إلى الإسكندرية. . .

فقد انقضت سبع سنوات عجاف لم أغادر فيها حلوان شتاء ولا صيفا، إلا لهذا (التفتيش)! ولم أبصر فيها وجه البحر يسفر، ولم أستمع فيها إلى صوته يجيش. . . وكيف؟ ولم أكن (غنى حرب!) بل موظفا وصاحب قلم؟! موظفا في وزارة المعارف. لا في وزارة التموين، ولا في وزارة التجارة، ولا حتى في الأشغال أو المواصلات!. وصاحب قلم للأدب أو السياسة القومية؛ لا للدعاية الإنجليزية والأمريكية ولا للسياسة الحزبية فأنى لي بوجه البحر في تلك السنوات العجاف؟!

وهبني كنت أجد المال الذي أجارى به أغنياء الحرب ومأجوري الدعاية أو الحزبية، فما يحملني على أن أكون من أهداف طيارات المحور، ولست ضابطا ولا جنديا في الجيش المصري الذي احتمل ضحاياه في أثناء الحرب، دون أن يفوز بشرف الحرب!.

لقد كان موقف الساسة المصريين حرجا حقا!

فهم لا يعلنون الحرب على المحور - ولهم العذر - فلم يعلنونها؟ ليقاوموا احتلالا متوقعا، وهم في احتلال واقع؟! لينصروا الديمقراطية، والديمقراطية تفعل بهم الأفاعيل؟. . . أم لا يعلنون الحرب، ومصر تحتمل ويلاتها بلا مقابل، وتهدد في النهاية بأنها إذا لم تعلن الحرب فستحرم من مؤتمر الصلح. (ثم تعلنها وتحرم من مؤتمر الصلح أيضا!).

أم لا تعلن الحرب، ولا تساهم فيها؟. . . هناك معاهدة الشرف والاستقلال، وهناك الشيخوخة الروحية، وهي أشد (شرفا) من معاهدة الشرف والاستقلال!!!.

إنهم رجال الجيل الماضي! أولئك الذين لا يعرفون متى يحسن اللاعب أن ينسحب من الميدان.

إلى الإسكندرية. . .

فقد انقضت سبع سنوات عجاف لم أغادر فيها حلوان شتاء ولا صيفا إلا لذلك (التفتيش)

<<  <  ج:
ص:  >  >>