الحجارة الكريمة من مختلف الأشكال والألوان. وبعد فترة قصيرة تبددت عني هذه الأحلام وعدت إلى صوابي من غير ما خمول أو صداع كما يعقب عادة شرب الخمر. وقد هالني كثيراً ما رأيت. وما كادت تمضي نحو نصف ساعة حتى عاودتني النشوة وتهت في ملكوت الحشيش. غير أن أحلامي في هذه المرة كانت اشد غرابة وأكثر تعقيداً. فقد أحاطت بي هالة من نور يأخذ وميضه بالأبصار، وتطير حول هذه الهالة ملايين من الفراش لها أجنحة ذات ألوان مختلفة تسر الناظرين، وسمعت لأول مرة صوت الألوان المختلفة. فهنالك صوت اصفر وازرق واخضر واحمر؛ وهذه الأصوات اللونية تصل موجاتها إلى أذني في وضوح تام. كذلك رأيت أكثر من خمسمائة ساعة دقاقة تنبئ عن الوقت بدقات أشبه بأهازيج العود والمزمار وقد ذابت نفسي في اللانهاية، وخيل إلي أن هذا الحلم إنما دام نحو ثلاثمائة عام، وان كل من المستحيل تقدير الزمن على وجه التحقيق إذ كانت المناظر تتتابع وتتنوع بسرعة، وما أن عدت إلى رشدي حتى رأيت أن هذا الحلم لم يدم أكثر من ربع ساعة).
ومن أدباء الإنجليز اذكر (توماس دي كنسي) وكان يعني كثيراً بدراسة (الكلاسيك) من الأدب الإغريقي والروماني القديم، وقد ألف كتاباً بعنوان (اعترافات مدمن في الأفيون) فتأمل حين يناجي المدمن مخدره العزيز:
(أيها الأفيون أنت الحق والحقيقة! أنت حياة المحتضر ومال المعوز وسعادة الشقي والخالق من الشجي خلياً! أنت ملهم البيان! أنت الذي تذكر المجرم والقاتل أيام الطفولة الغريرة حيث لا جريمة ولا جريرة! أنت الذي تشتد في غسق الظلام قصوراً وبنياناً أكثر سحراً من بنيان بابل وطيبة).
كذلك الشاعر الإنجليزي (كولردج) وقد كان ممن يتعاطونه من وقت لآخر بقصد التنبيه ونشاط القريحة، وقد كتب قصيدته (كبلخان) بعد أن تعاطى ما تيسر من الأفيون وهي تعد من ارق أنواع الشعر وأرقاه معنى.
أما أثر هذه المواد من الوجهة الطبية والفسيولوجية فهاكها باختصار كما يلي:
١ - تخدر الأعصاب، لذا كان لها تفوق كبير في تسكين الآلام الناشئة من الأمراض. كذلك من خواصها التنويم، ولكنه نوع خاص من النوم يمتاز بانحلال عام وتراخ في العضلات