أو اتفاقا - فأحدثت ضجة وضوضاء فأجفلت البغال وهربت من الذعر. وشاع الهرج والمرج. وانزعج ولاة الأمر، وبحثوا عن مصدر الصخب ثم ما لبثوا أن اهتدوا إلى أن حفيد نصر الدين هو مصدر الضجة كلها.
وقد كانت تلكم الحادثة وحدها كافية للتعريف بنفسه، فأغنتهم عن التثبت من بنوته، بعد أن رأوا في تصرفه ما يدل على أصالته، وصحة نسبه.
تحقيقات
١ - قبر نصر الدين:
ولا بأس من وقفة قصيرة نستعرض فيها ما انتهى إليه بعض الباحثين في تاريخ الأستاذ نصر الدين إذ يقول:
(ونحن بما انتهت إليه تحقيقاتنا العلمية في بلاد الأناضول وقمنا على كتاب: (السياحة إلى قونية) الذي أهداه ألينا أحد الأفاضل إخواننا (ضيا بك).
وبإطلاعنا على هذه السياحة وجدنا أن للمرحوم قبراً في مقبرة (آق شهر) مكتوباً على شاهدته هذه الجملة:
هذه التربة. المرحوم المغفور له المحتاج إلى رحمة ربه الغفور نصر الدين أفندي روحنا (إلى روحه) فاتحة ٣٨٦.
٢ - تاريخ وفاته:
ثم يقول:
وقد استثار هذا التاريخ دهشتنا لأن نصر الدين لم يمت في ذلك التاريخ، واستدللنا على انه محرف، وان الأرقام قد كتبت معكوسة، وصحتها ٨٣. وقد تبينت صحة ذلك التاريخ من التحقيق المحلى الذي قمت به لأن المرحوم من رجال السلطان اورخان. وقد حكمنا من الشواهد والملابسات إن ما وصلنا إليه من نتيجة هو الصواب لا ذلك الذي كتبوه على شاهدة قبره خطأ. وقد تبين لنا من ذلك الخطأ في التاريخ المثبت على القبر ومن كتابة أرقامه إنها مقلوبة.
ومن عجائب الاتفاق وغرائب الأستاذ أن يقلب تاريخ وفاته على قبره أيضا، وكأنما تعمد