للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لمدرعة من الصوف أقي بها زمهرير الشتاء!!)

ليت زوجتي ترتشف قليلا من الخمر. فتحس ما أحس!! صه. . . ويلك. . . أتود أيها الرجل أن تقضي عليك زوجتك إن خبرتها أنك تناولت بعضا من الخمر. . . إنها سوف تحطم الآنية على رأسك الفاضل. .! يا له من سائل عجيب يدفع النشوة إلى الروح والحرارة إلى الجسم!!. لست أبالي شيئا. . . ولكن زوجتي سوف تكتئب ويؤلمها أني عدت دون صوف المدرعة!. ليس علي من جناح!!. . . فقد طلبت حقي فأنكره واحد. وأعطاني الآخر عشرين (كوب). . . هه. . . وماذا أنا فاعل بها.؟! لست أدري غير أن أشرب بها. . . إن الواحد من هؤلاء يملك الأرض والدور والحيوان. . . ثم يبخل علي بحقي حقي الذي أعمل سحابة يومي وجنحا من ليلي كي أظفر به. . . فإذا ما انتهيت أنكروه علي يا للعار. إن الواحد منهم لينعم بالدقيق والطعام أما أنا فأنفق ثلاث (روبلات) كل أسبوع للخبز وحده. . . فإذا ما عدت إلى الدار وجدت الخبز قد أكل فأبيت على الطوى!. وهل أملك غير ذلك؟! ومن أين آتي بالنقود؟! أمن (هؤلاء) الناس الذين لا يقيمون عن الطعام إلا وقد أصيبوا باللظة.!!)

كانت تلك الأفكار والخواطر تضطرب بين جوانحه. حين أدرك - في سيره - الكنيسة في منعطف الطريق. فرأى جسدا كالثلج في نصاعته!. فراح ينعم النظر دون أن يتحققه أيكون ثورا!. لا ليس شبيها بالثور.! إن له رأسا يشبه رأس لإنسان! بيد أنه ناصع البياض!. . .)

واقترب منه حتى أمكنه أن يجتلي الأمر!. وكم كانت دهشته حين أدرك أنه إنسان عار. . . يجلس إزاء الكنيسة في سكون يدفع الرهبة إلى القلب. . . فطار فؤاده هلعا، وتلبسه الخوف فزعا: (لا بد أن أحدا قد قتله. . وخلفه هنا. . سوف أمسك عليّ فضولي أو أصاب بأذى. . .)

وأنطلق في سبيله ولكن التفت إلى ما وراءه فرأى الرجل الجالس ينظر إليه. . . فراع ذلك سيمون وزاد من جزعه. (أأعود إليه أم أنطلق؟! إن أنا عدت إليه فسوف يحدث مالا يرضيني. بل يجلب الضر إلى نفسي فما وجدت ثمت إلا لسوء. . . ولعله يثب علي ويخنقني. وحينئذ لا تنفعك رحمتك ولا تشفع لك شفقتك. . . وماذا أنا فاعل بإنسان عار؟!

<<  <  ج:
ص:  >  >>