للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المدرعة كي تقيهما برد الشتاء. . .

(آه. . . لو أن البائع لا يخدعه. . . أن زوجي لغرّ. . .! سهل على من يقوده. . . انه لا يخدع أحدا. . . ولكن الطفل يستطيع أن يعبث به. . . ثماني روبلات مقدار كاف لشراء أجود الأصواف وأمتنها. . .! كم كنا نرتعد بردا ونرتجف من الصقيع في الشتاء الماضي. . . وما كنت أستطيع أن أهبط النهر أو أذهب إلى مكان آخر ولكن لقد بكر سيمون في الذهاب!! وما عاد إلى الآن. . . آمل أنه لم يذهب إلى الحانة!!.

ما كادت (مترونا) تردد هذه الخواطر في ذهنها. . . حتى طرقت أذنها أصوات وأحست أن بعضهم دلف إلى الدار فقامت تجتلى الأمر. . . فأبصرت رجليه: سيمون زوجها، وشخصا آخرا. عاري الرأس ينتعل حذاء زوجها!! لم تره من قبل!.)

وحينما لاحظت أن زوجها تفوح منه رائحة الخمر. . . وليس عليه رداءه. . . ولا يمسك بيده حزمة من الصوف. . . أخذ مرجل غضبها يفور. . .

وأفسحت لهما حتى دلفا أمامها، ثم تبعتهما. . . ووقع بصرها على ذلك الرجل الغريب وقد لبس رداء زوجها. . . فلما دخلا الغرفة وقف الرجل الغريب لا يتحرك ولا يرفع بصره إليها. . . فقالت في نفسها (لعل السكر أخرسه وذهب بعقله. . .)

وعبست بوجهها وقطبت جبينها. . . ووقفت جوار (التنور) ترقب ما سوف يعملان. . .!

وخلع (سيمون) قبعته. . . وجلس على أحد المقاعد. . . وكأن الحال يجري على ما يرام.

- (هيا مترونا!! أن كان العشاء معدا؟! فأتبنا به.!) فزمجرت (مترونا) كاللبؤة الغاضبة. . . ولم تتحرك من مكانها جوار التنور - فرأى سيمون بوادر الشر تلوح في وجه زوجته. . . فأراد أن يهدئ من روعها ويظهر أنه لم ير شيئا. . . وقدم لصاحبه كرسيا وقال له في مرح (اجلس ودعنا نصيب شيئا من الطعام. . .! هيا (مترونا) أما أعددت لنا شيئا؟!)

كانت نفس مترونا تلتهب غضبا وتغلي حنقا فانفجرت قائلة:

- (بلى. . . لقد أعددت الطعام. . . ولكن ليس لكما. . .! يخيل لي أنك أنفقت نقودك في الشراب. . . لقد ذهبت كي تحضر صوف المدرعة. . . فما عدت إلا ومعك شريد عار عربيد. . . ليس لدي طعام للسكارى. . .!)

- (كفى مترونا. . . أمسكي عليك لسانك. . .! يحسن بك أن تسألي أي إنسان هذا؟)

<<  <  ج:
ص:  >  >>