للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الكنيسة!؟)

(لست أدري!)

- أساء أحد معاملتك؟!

- لم يتعرض لي أحد بسوء؟ لقد عاقبني الله. . .

دون ريب. . . هذا هو حكم الله. سوف تجد عيشا ومأوى أينما ذهبت! فأين تروم!)

- لست أدري!.)

فتولى سيمون الدهش. فما كان الرجل صاحب سوء أو خبث وتجلى من لهجته أنه خالص القلب. ولكنه لا يعلم عنه شيئا. (من يدري ما سوف يحدث!!) والتفت إلى صاحبه وقال: (حسنا!. تعال إلى داري على الرحب والسعة.!)

هبت الريح عاتية، فياضة بالصقيع. فسرت القشعريرة في جسد سيمون بعد أن أفاق من نشوة الخمر وذهبت عنه حرارته فأخذ يدثر نفسه برداء زوجته بعد أن خلع رداءه. . . وراح يتحدث إلى نفسه: -

(ولآن، وقد ذهبت الخمر، أعوزنا صوف المدرعة، لقد انطلقت اليوم كي أعود بالصوف، فما عدت بالصوف ولا بردائي أنا، وفوق ذلك أتيت معي برجل عار! سوف تستاء (مترونا) من ذلك!)

وحينما جالت بفكره (مترونا) زوجته أحس بالانقباض والألم يتغلغل في جوانحه، بيد أنه عندما ذكر صديقه الغريب ونظرته إليه في امتنان وحمد رقص قلبه بهجة ومراحا. . .

نهضت (مترونا) زوجة سيمون. . . ذلك اليوم بعبء واجبها المنزلي خير نهوض وانتهت من عملها مبكرة. . . قطعت الأخشاب. . . وحملت الماء. . . وأطعمت الصغار. . . وتناولت هي وجبتها. . . وجلست ترقب أوبة زوجها. . . وراحت تسال نفسها:

(أيكفي الخبز. . . أم عليها أن تعمل بعضا منه الآن. . . لو أن (سيمون) تناول طعامه في المدينة. . . ولم يكن في حاجة للخبز في العشاء. . . فسوف يمتد أجل الخبز يوما آخر. . . لست بقادرة اليوم على أن أصنع خبزا. . . وسوف أدبر كل شيء حتى يكفينا إلى يوم الجمعة القادم. . .). . ووضعت مترونا قطعة الخبز الباقية في مكان حريز. . . وجلست ترتق ثياب زوجها. . . وفي غضون ذلك راحت تفكر كيف يشتري زوجها صوف

<<  <  ج:
ص:  >  >>