(يتجدد) على طريقة (الغراب). فهلا اتقى الله فيه أولئك (المجددون) فحفظوا له قديمه في عهد الاجتهاد، وصانوه عن ذلك (التجديد) أو ذلك (التقليد)؟!
الكتب. .
وهل يصبر هذا الجيل الضجر القلق المعربد الصاخب. . . على الكتاب؟ ولماذا يقرأ الكتاب الجاد، ولديه تلكالمجلات الرخيصة والأفلام الداعرة تملق غرائزه، وتنادي أحقر ما فيه؛ وتنشر له صور العرايا على البلاج، وتحدثه بالدعارة عن القلب الإنساني وما فيه؟
أقول القلب الإنساني! وهل تعرف هذه الصحف والأفلام القذرة ومحرروها وممثلوها الرقعاء، شيئاً عن القلب الإنساني؟ ولكنهم يسودون صفحات كل أسبوع وينشرون أفلاماً في كل شهر عن هذا القلب الذي يزعمون!
آه. لو سوط الجلاد!
هنالك في (نجد) يجلدون الشعراء الذين يقولون الغزل. وهنا في مصر يصفقون لمن يدلون الفتيات والفتيان على طرق الدعارة ويدربونهم على المجون الرقيع. . .
شئ من التسامح هناك. وشئ من الحزم هنا. . . يرحمك الله يا محمد بن عبد الوهاب، ويرعاك الله يا عبد العزيز آل سعود! يوم وليلة فقط من هذا في مصر، ليجلد أولئك الرقعاء في محطة الإذاعة وفي (ستود يهات السينما) وفي جميع المجلات المصرية، الإعداد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، يشرف عليه بعض الشرفاء ذوي الأعراض وهم قليلون!!
ولكنهم مساكين.
لقمة العيش وشهوة الجسد. . . هذا كل عالمهم في الوجود!
هم وقراؤهم ومستمعوهم ومشاهدوهم من ذلك الطراز. . . ليس هناك أفق مجهول، ولا هدف مكنون.
ليس هنالك عالم في الضمير يعيشون فيه بعض الوقت، ثم يخرجون منه ليروا هذا العالم الظاهر بعين المستطلع، وحس المتذوق، وشعور الغني بالرصيد المذخور!
نهم بالمتاع وسعار، المتاع الحسي الغليظ، المتاع المتاح في هذا العالم المادي. . . لو كان لهم روح تستشرف آفاقا وأنوارا أخرى لاقتصدوا في هذا المتاع الحسي الغليظ!
ولولا جريمتهم في نشر الدعارة بين الشعب كله، لاستحقوا الرثاء ولكنهم ينشرون في