نريد أن نتحرر من هذا النوع من النقد ما دام الشعر كغيره من الفنون الرفيعة غرضه المتعة والسرور العام.
فالشعراء يريدون أن يخلقوا ليشعروا لا ليفكروا. والنقد وهو المساعد الوحيد للخلق يجب أن يقوم بحثه لا ليجعلهم يفهمون التعاليم والقواعد ولكن ليريهم الفن ويتركهم يتمتعون به ويقفون على ما فيه من فائدة لأرواحهم لا لعقولهم.
ولقد شرح الألمان شكسبير فحللوا آراءه الدينية ونزعاته الفلسفية وتعاليمه الدينية والأخلاقية ومبادئه السياسية، وجعلوا منه وحشاً مخيفاً فقالوا إن حلم (ليلة في منتصف الصيف حفلة حقيقية).
ومن المحتمل أيضاً أن أغانيه صدرت عن تجربة علمية فقد قال دكتور جونسون وهو قول خاطئ من أساسه (إن شكسبير كان يعنى بأن يسر أكثر من أن يعلم، وأنه كان يكتب بعيداً عن أي غرض أخلاقي) كذلك قال أمرسن (لقد أراد أن يعطينا صوراً وكان جديراً به أن يقدم لنا تعاليم).
لم يكن أحد من الإنجليز يفطن إلى هذا الاختبار حتى جاء به أرنو لد من الدنيا فقال (إن رسائل شيلي ستبقى بعد أشعاره الغنائية).
ونجد كثيرين يكرهون كيتس ولا سيما جمهور الطلبة لعجزهم عن فهم أو شرح معانيه. فالجمال أو الخير الذي ننشده في الشعر هو الخير الذي فهمه كيتس وعبر عنه بقوله (أوه. لا تتعب وراء المعرفة فليس لدي شئ؛ ومع ذلك فإن أغنيتي تأتي وطنية بحرارتها. لا تبحث وراء المعرفة فليس لدي شئ، ولكن المساء يصغي).
دعنا نحاول أن ننقذ الشعر من أيدي الممتحنين الذين يعرضون على تلاميذهم شرحه وتفهم معانيه حتى تكون لنا دراسة واحدة للسرور والجمال الخالص.
إن رسالة الفن سر شخصي ليست محدودة المعنى.
فالقصيدة أو الصورة لها معنى خاص لكل فرد. وكل الشروح ليست إلا ظلالا لحقيقة واحدة، فمعنى الخلق الفني جميل موجود في روحه مستقر في روح صناعه.
فإخبارك الطفل بما يريد شئ جميل، ولكن عدم إخبارك إياه قد يكون أجمل وأفضل؛ فقد