للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فيا هل ترى وصف لنا الصهب والزرق إلى غير ذلك؟ لا أدري فذلك عهد طال به العهد ولم يبق عالقاً ببالي منه شيء.

ومن قصائده المشهورة في المفاضلة قصيدة التي خصها بالنخيل ويقال إنه ذكر فيها زهاء مائتين وخمسين اسماً من أسماء النخيل الموجودة بحضرموت.

ومما علق بذاكرتي منها قوله يصف نوعا من النخل يسمى باليتيمة:

وعَادْ تمر اليتيْمة، يُعجبَك خُزْعُهْ وصَيْمهْ تقدوم لأهْلِ التّفخَّار. التخميس (ما شيء كما التمرْ في الدار).

(الألفاظ: عادْ. بمعنى بقى. والخزْعُ من التمر ما أخرج نواه. الصِّيْم: هو ما أخرج نواه أيضاً، وهُرسَ بالأرجل كما هو معروف في حضرموت. أهل التّفخارْ: هم الضيوف الذين يفدون على بيوت الكرم ممن يفخر بهم).

وأكثر أشعار هذا السيد (حُمَيْنِيَّةْ) أي أنه لم يلتزم فيها قواعد الإعراب ولها عروضها الخاصة لأنها تتابع الأنغام.

وهذا السيد هو والد الشاعر الكبير شيخ النهضة الحضرمية أبو بكر بن شهاب (راجع (الرسالة) الغراء عدد٤٢٣ صفحة ١٠٠٧) ومؤلفنا عنه (الشهاب العلوي).

وأخيراً أتاحت لي الفرص التعرف على أسماء جانب من الأسماك، وذلك بفضل الرحلة الشاقة التي دفعت ثمنها بالمخاطرة الروحية.

إذ أقلتني من ميناء حضرموت (المكلاَّ) إلى (جدة) ساعية شراعية. حقاً إن هذه الرحلة شاقة مضنية ولكنها تذكرنا بآثار آبائنا الصِّيد الذين كانوا يخترقون البحار بمراكبهم الشراعية، وكانت لهم السيادة البحرية إذ ذاك.

وكانت بواخرهم تقلع من موانئ حضرموت إلى أقاصي الشرق الأقصى، ولهم في الميدان تاريخ عظيم القدر مشهور بمكانته العظيمة، ولهم مع البرتغال مواقف مشهورة ليس هذا موضع الحديث عنها.

وكان علماؤهم لا يدعون الأوقات تمر عليهم سدىً فكانوا يحصلون العلم وهم في أثناء سفرهم الذي يمتد بهم إلى أكثر من ستة أشهر إلى أن يصلوا إلى الموانئ الشرقية بجزر الملايو وجاوة.

<<  <  ج:
ص:  >  >>