يعاقبني. . . بيد أنه عز وجل غفر لي ذنبي أخيراً!. . . والسر في تلك الابتسامات الثلاث أن الله أرسلني كي أتعلم ثلاث حقائق. . . وقد تعلمتها. . .!
لقد تعلمت واحدة حينما فاضت الرحمة من قلب زوجتك. . . فكانت الابتسامة الأولى!!
وتعلمت الثانية حينما سمعت ذلك (السيد) يتحدث عن حذائه، فكانت الابتسامة الثانية!!
وتعلمت الثالثة عندما رأيت هاتين الطفلتين. . . فكانت الابتسامة الثالثة!)
فقال سيمون في دهش ورجاء (خبرني لماذا عاقبك الله يا ميشيل؟! وما هذه الحقائق الثلاث؟!
فأجاب ميشيل في صوته الهادئ الرخيم (لقد عاقبني الله لأني عصيت له أمراً. . . لقد كنت. . . ملاكا أسبح في ملكوته الأعظم. . . فأنزلني ذات يوم إلى الأرض لأقبض روح امرأة من خلقه. . . فأبصرها راقدة على سريرها وحيدة - وقد وضعت توأمين! - فلما أحست دنوي منها، أدركت أني رسول الله إلى روحها. . . فقالت وقد كادت أن تحبس صوتها الدموع: (أيها الملاك. . . لقد مات زوجي منذ أيام وما لي من أخت أو عمة أو ولية ترعى طفلتي. . . فلا تقبض روحي! ودعني أرضعهما وأرعاهما حتى تستويا على سوقهما قبل أن أموت!! إن الأطفال لا تحتمل العيش دون أب أو أم!.)
فأصغيت إلى حديثها الرقيق الرفيق. . . ووضعت إحدى الطفلتين على صدرها والأخرى على ذراعها. . . وانثنيت آيباً إلى الله تعالى في السماء. . . وقلت في خشوع (إني عاجز عن أن أقبض روح هذه الأم. . . لقد قتل زوجها تحت جذع شجرة منذ أيام. . . وولدت لها اليوم توأمتان. . . وتوسلت إلى ألا أسلّ روحها قائلة (دعني أرضعها وأرعاهما حتى تستويا على سوقهما قبل أن أموت! إن الأطفال لا تحتمل العيش دون أب أو أم.!)(فعدت ويدي عاطلة من روحها!.) فسمعت الصوت العلوي يردد الأمر الجليل (اذهب. . . فاقبضها ولا تكن عودتك إلى السماء قبل تتعلم حقائق ثلاث):
(ما الذي فطر عليه الإنسان؟!)
(ما الذي حرم منه الإنسان؟!)
(ما الذي يعيش به الإنسان؟!)
فعدت طائراً إلى الأرض - وأنا أرتعد فرقاً من غضب الله وأنتفض جزعاً من عقابه.