المجندات في الجيش الأميركي بعد أن كانت دمشق لا تحتمل أن ترى الكشافين الشباب بلباس يرتفع عن الركبتين، وحتى رأيناها تقيم معرضاً لأدوات تحضير الدروس التي صنعها المعلمون، فترك مدارس البنين كلها، ومنها الثانوية المركزية ببنائها الضخم وأبهائها، وهي أصلح مكان للمعارض، وهي التي أقيم فيها معرض دمشق الكبير سنة ١٩٣٦، وتختار مدرسة بنات في طريق الصالحية، ثم يفتتح المعرض مدير معارف دمشق. . . بدعوة الرجال لمشاهدة فرقة من الكشافات يغنين على المسرح ويأتين بحركات رياضية تبدي للأعين الفاسقة المفتحة أكثر ما يخفي عادة أجساد فتيات نواهد. . . قد انتقين عمداً أو مصادفة من جميلات الطالبات، ثم امتد الشر حتى رأينا محافظ دمشق يفتح نادياً يكون من قانونه أن العضو يجيء مع زوجته أو ابنته (غير المتزوجة. . .)، وحتى شهدنا النفر الشيوعيين العزاب المستهترين الساكنين في القهاوي الخبيثة والخمارات، أصحاب (تلك) البرقية الوقحة المعروفة يسلمون أمر المعارف، ويسلطون على الشبان والشابات والشابات، فيبتدعون لهم نظام المرشدات (وإنه لنظام الضالات المظلات) والاختلاط في الحفلات، فبعد أن كانت مدارس البنات لا يدخلها معلم ولا فراش إلا أن كان شيخاً كبيراً، صار معلموها من الشباب العذاب المتأنقين الحاسرين أصحاب الشعور المرجّلة والوجوه المحفوظة، وصارت تقيم حفلات للرجال يمثل فيها البنات ويرقصن بالثياب القصيرة (الرقص الرياضي. . .)، ويدبكن الدبكة الوطنية، ثم يخترعون شرّ اختراع، وهو هذه الرحلات المدرسية التي يشترك فيها الجنسان، وها هو ذا إعلان قرأته في جريدة دمشقية تصدرها جمعية إسلامية عن الرحلة إلى استنبول يشترك فيها الطلاب والطالبات والمعلمون والمعلمات إلى استنبول - يا أيها الناس - لا إلى بيروت. . . وكان من البلاء أن هذه الجريدة نشرته ونسيت أن تعلق عليه، وتبين حكم الله في هذه الرحلات، وحكم العقل والأخلاق. . . ثم ينقلون دار المعلمات من مكانها القديم المستور إلى (فيلا) جديدة في شارع محدث في ظاهر البلد، مكشوفة من كلُّ جهاتها، لها طنف وشرفات دائرة بها، وسررُ الطالبات تظهر من طريق، فإذا نهض من النوم رآهن (من تحت) من يمشي في الشارع بثياب المنام، ثم يدفعون خريجات دور المعلمات فيعملن حفلة خيرية، فلا يجدن لها مكاناً في دمشق إلا مرقص العباسية، ويطبعن في البطاقة أنه سيغني فيها (فلان) من فسقة