ثم. . . ثم ماذا؟ الله وحده الذي يعلم ماذا يكون أيضاً، وإلى أين يبلغ بنا المسير. . .
وقد نزلت هذه الضربات على وجه الفضيلة متلاحقة متتابعة لا تصحو من واحدة حتى تحس بالأخرى، وهم يريدون منا مع ذلك أن نسكت وألا نقول شيئاً، لئلا نشوّه (زعموا) جمال العهد الوطني.
كلا. إن العهد الوطني هو الذي تنتصر فيه الفضيلة ويسود الحق ويحفظ العفاف. . . كلا، ولا كرامة، إنها أعراض بناتنا وأخواتنا، ولو غير الأعراض لهاوَدْناكم عليها، ولكن لا هوادة في العِرْض!
إنها حياة هذه الأمة: لا تحيا أمة بلا أخلاق، أفئن قامت فئة من العامة بما لا نرضي عنه، وانتهكت حرمة هذا الحرم الأقدس: السينما، وتجاوزت على حريات الفاضلات المطهرات: النساء المتبرجات نسكت كلنا عن نصرة الفضيلة إلى يوم القيامة؟
إن من الأمور ما يتفق عليه أبناء الملل كلها، وما يلتقي فيه أتباع الأديان جميعاً كما يلتقي سالكو شوارع مختلفة في ساحة من الساحات، ومن ذلك الدعوة إلى العفاف، إنها دعوة لا بد منها، فإذا لم تريدوها عن المعية الغراء والمشايخ، فلتكن عن طريق البطْرك أو الحاخام أو الوثني الملحد، المهم أن يجهر بها جاهر ونحن معه مؤيدون له ومحاربون لمن يحاربه، ونحن نريد الجوهر لا المظهر.
ثم ما هذه الحرية التي طبّلتم لها وزمرتم، وهوّلتم وعظمتهم، وجعلتم الاعتداء عليها كفراً بدين الحضارة والديمقراطية، أهي حرية المرأة أن تكشف ما تريد من جسمها متى أرادت وأين شاءت؟ أهي حرية ناظر المدرسة في أن يحوّل مدرسته إلى مرقص؟ أهي حرية الفسوق والعصيان؟
أهذه هي الحرية المقدسة؟
إنكم - أيُها السادة - بين أمرين: إما أنكم تقولون ما لا تفهمون، وإما أنكم تسترون بهذه الأسماء الحلوة أغراض نفوسكم ورغبات أجسامكم؟ وإلا فخبروني أي أمة في الدنيا تصنع الصنيع:
العرب؟ إن العرب أغير على الأعراض، وإن كلمة العرض في لسانهم لا يقابلها كلمة في