سأل ولد رقيع من أولئك الذين يسمونهم صحفيين ناجحين، راقصة عدة أسئلة قذرة، فأجابته بما شاء، ليروج صحيفته بصورة من الحياة الداخلية لواحدة من أولئك اللواتي لسن عذارى ولسن أمهات!
وكان في آخر أسئلته سؤال: ما رأيك في (بنات الذوات):
وكان الجواب: هن اللواتي يعشن مثل حياتنا، ثم يقال عنا: بنات الهوى، ويقال عنهن: بنات الذوات!
رد بارع، كدت والله أحترمها من أجله!
وهؤلاء هن اللواتي تستلهمهن الصحف الناجحة، وتسميهن الطبقة الراقية، وتقول: إنهن شرفن مصر في المجتمعات.
ونشرت إحدى هذه الصحف مرة صورة نسوان من هؤلاء، يركبن الخيل في لباس الفرسان. وقالت: لقد آن لمصر أن تستقل وهؤلاء نساؤها يزاولن جميع الرياضات، حتى رياضة الفروسية!
كأن لم يكن ينقص مصر لتستقل إلا بضع نسوان فارغات لاهيات من أولئك اللواتي يعشن حياة الراقصات، فيقال عن هؤلاء: إنهن بنات الهوى. ويقال عن أولئك: إنهن بنات الذوات!
ومالي وهؤلاء (الأرستقراط)؟ الأرستقراط المزيفين الذين ليس لهم من سمات الأرستقراطية إلا الثراء. الثراء الذي دفع بعضهم فيه - على توالي الأجيال المحدودة أعراضاً - ودفع بعضهم فيه خدمات لا يرضها الشرفاء، للاحتلال ولغير الاحتلال؟
مالي ولهؤلاء؟ انهم لا يستحقون هذه الكلمات.
ولكن مشهداً في (بلاج الأرستقراط) لا أنساه:
هبط إلى حرمهم المقدس - وان لم تكن لهم حرمات - متسول عاجز. . . لا أدري كيف تسلل من عيون الشرط والحراس إلى تلك الأرض المحرمة التي لا تطئوها أقدام الشعب إلا بترخيص! هبط إلى حيث أقامت الدولة سياجاً حول هؤلاء المقدسين، فراراً بهم من الشعب الملعون!