للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وقد ورد في دابة العنبر حديث صحيح وهو: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ثلاث مائة رجل سرية وأمر عليهم أبا عبيدة ابن الجراح رضي الله عنه فأجهدهم الجوع حتى أن الرجل كان يقتات في اليوم والليلة بتمرة واحدة فبينما هم يسيرون على ساحل البحر إذ أصابوا دابة العنبر مثل الكثيب الأضخم ميتة فأكلوا منها شهرا حتى سمنوا وكانوا يغترفون من وقب عينيها الدهن بالقلال، وأخذ أبا عبيدة ثلاثة عشر رجلا فأقعدهم في الوقب، واخذ ضلعا من أضلاعها فنصبه ثم ادخل اعظم بعير واركبه أطول رجل وأمره يدخل تحت الضلع فلم يبلغ رأسه منقعره. ولما رجعوا تزودوا من لحم السمكة حتى أوصلتهم إلى المدينة. فلما قدموا حكوا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هذا رزق ساقه الله إليكم. فهل معكم شيء فتطعمونا؟ فأرسلوا إليه منه فأكل.

وقال قوم: أن العنبر زبل هذه الدابة. صفحة ١٣٣ - ١٣٤ من كتابه (نخبة الدهر وعجائب البر والبحر) المطبوع في بطرسبورغ سنة ١٢٨١هو١٨٦٥م.

ومن نصه نفهم امتياز العنبر الذي يلقى على الشاطئ الحظرمي على غيره.

وللمسعودي إشارات إلى مرامي العنبر بالشواطئ الحضرمية والإبل المعنبرة فليراجعها من أحب.

ولا أعرف عن الإبل المعنبرة شيئا اليوم. أما مرامي العنبر فلا تزال القياطس البحرية تكرم شواطئنا الحضرمية بمبراتها الودية في كل حين.

وهذه الإبل المعنبرة هي التي أشاد بذكرها التاريخ في سرعة السير كما تحدثت عنها الأسفار الأدبية. قال البعيث الحنفي:

وهاجرة يشوي مهاها سمومها ... طبخت بها عيرانة واشتويتها

مفرجة منفوجة حضرمية ... مساندة سر المهاري انتقيتها

فطرت بها شجعاء قرماء جرشعا ... إذا عد مجد العيس قدم بيتها

وجدت أباها رائيضيها وأمها ... فأعطيت فيها الحكم حتى حويتها

وقال جرير:

وكيف ولا اشد حبال رحل ... أروم إلى زيارتك المراما

من العيدي في نسب المهارى ... تطير على أخشتها اللغاما

<<  <  ج:
ص:  >  >>