للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

اوكلاستسي، فأما أولهما فقد نسبوا أليه انه تهكم على شارل أن جعل وليم شكسبير قرينه المقرب في عزلته آخر حياته، وأما ثاني المأخذين فقريب من الأول وخلاصته إن ملتن تزمت البيوريتانز خصوم الفن إذ يعيب على الملك انه اخذ فقرة من قصيدة اركاديا لسير فيليب سدني فجعل هذه الفقرة صلاته، ويرى انه مما يشين الملك أن يتخذ صلاته من قصيدة كهذه وان كانت لها في ذاتها قيمتها وبراعتها في ساعة عصيبة كالتي كان فيها، ويصف ملتن تلك القصيدة كأثر فني بأنها من قصائد الحب العابثة.

ويرى مارك باتيسون أن المأخذ الأول لا أساس له وإنما جرده إلى سوء الفهم، فما سخر ملتن من شارل وإنما كان يقتبس ملتن فقرة من مسرحية ريتشارد الثالث لشكسبير يوضح بها معنى يريده. فذكر في صدد ذلك انه لا يقتبس من كاتب ممن لا يحسن الملك مصاحبتهم، وإنما يقتبس ممن يعرف الجميع انه كان رفيقه المقرب في عزلته ألا وهو وليم شكسبير.

ولكن باتيسون لا يعفى ملتن من المآخذ الثاني، ويقول إن فيه شاهدا على أن مؤلف الأليجروا قد تأثرت الناحية الفنية فيه تأثرا غير قليل بما اندفع فيه من الخصومات الدينية والسياسية وألا فكيف يحقر قصيدة كهذه فينسبها إلى العبث واللهو.

وما كاد يستريح ملتن من عناء رده حتى وجد نفسه كما وجدت الحكومة نفسها تلقاء هجوم آخر لا يقل عنفا عن سالفة ويزيد عليه في سعة انتشاره، وما احدث في أوربا وفي إنجلترا من قوة الأثر وشدة الدوي، وقد انبعثت هذه الصيحة من هولندا هذه المرة في كتاب ألفه باللاتينية علم من أعلام الأدب الأفذاذ هو الأستاذ سلامسيس أحد رجال جامعة ليدن وجعل عنوانه: (دفاع عن الملك شارل الأول).

وبيان ذلك أن شارل الثاني كان يعيش في مدينة هيج، وكان على مقربة منه سلامسيس في جامعة ليدن، وكان هذا الأستاذ اقدر معاصريه على الكتابة باللاتينية لغة العالم يومئذ كما هو الحال في الفرنسية اليوم، فاستعانة شارل ليدافع عن أبيه، وقبل سلامسيس ذلك عن طيب خاطر لأنه كره إعدام الملك في إنجلترا كرها شديدا.

وكان الأدباء القادرون على الكتابة، وعلى الأخص كتابة اللاتينية عدة الملوك والأمراء وذوي المكانة في ذلك القرن، وكان لبضاعتهم سوق يعظم فيه الربح، وكان لهم قدرهم

<<  <  ج:
ص:  >  >>