(لالاند) و (سارطون)، ومن كتبه المشهورة كتاب:(الحصار الصغير) و (رفع الحجاب)، وقد ظلت أوروبا حتى نهاية القرن السادس عشر تدرس كتابه (تلخيص أعمال الحساب) في مدارسها، وقد حاز هذا الكتاب أيضاً اهتمام العلماء في القرنين التاسع عشر والعشرين؛ ويقول فيه سارطون:(انه من افضل الكتب التي وضعت في الحساب)، وقد بحث فيه الجذور الصماء والكسور المتسلسلة بحثا وفيا، وجعل العقل يقرب من فهمها بعد أن كانت عليه طلاسم وألغازا. ومن مشاهير العرب أيضاً (البيروني) وقد شهد بنبوغه وتفوقه العالم الألماني (شاد) فقال: (إن البيروني اعظم عقلية عرفها التاريخ).
وأما في تاريخ علم الهيئة والفلك فللعرب فيه صفحة مشرقة وأثار جليلة. يقول لامبرو:(أننا إذا أحصينا راصدين أو ثلاثة من الروم رحنا نعد الكثيرين من العرب في هذا الفن) وأول من اعتنى من الخلفاء بهذا العلم الجليل وحض الناس عليه هو أبو جعفر المنصور.
قال الأستاذ نللينو:(وما اقتصر الخليفة المنصور على مجرد أحكام النجوم؛ بل انه منذ تأسيس بغداد بسنين قليلة قد بادر إلى إحياء علم الهيئة المحض)، وبلغ من شغف المنصور بهذا العلم أن كان يصطحب معه دائما المنجم الفارسي المشهور (نوبخت) واشتهر في زمنه المنجم الذائع الصيت (ما شاء الله) الذي ألف في الإسطرلاب ودائرته النحاسية (وأحمد بن محمد ألنهاوندي) صاحب الزيج (المستقبل)، وفي زمن المأمون اشتهر يحيى بن أبي منصور صاحب الزيج المشهور، وعلي بن عيسى، وعلي بن البحتري وفي زمنه أيضاً أصلحت غلطات المجسطي لبطليموس، أنشئ أول مرصد على جبل قيون في دمشق، وأخر في الشماسية في بغداد.
ومن علماء الفلك العرب المشهورين: ثابت بن قره، والمهاني والبلخى، وحنين بن اسحق، والعبادي، والبتاني الذي عده (لالاند) من العشرين فلكيا المشهورين في العالم؛ ولو شئنا أن نحصي جميع علماء العرب الفلكيين لضاق بنا المقام، وطال بنا الحديث، وليست هذه الكلمة العجلى بالتي تتسع لذلك.
والعرب أول من أوجد بطريقة علمية صحيحة طول درجة من خط نصف النهار، وأول من عرف كيفية الرسم على سطح الكرة وقالوا بكروية الأرض واستدارتها وبدورانها على محورها بعد أن كان يظن أنها منبسطة وثابتة، وقد استطاعوا بفضل ما كان لديهم من