ولله در جوتيه إذ يقول:(إن محصول المدنية العربية في العلم يفوق محصول المدنية اليونانية كثيراً، وذلك لأن العلم عندهم كان يقوم على أصول علمية ثابتة).
وقال فلوريان:(انكب العرب في عصرهن الذهبي على مواصلة الدرس، وترقية تعلم الفنون، حتى إن حضارتهم كانت العامل الأكبر والأول في نهضة القرنين الثالث عشر والرابع عشر للميلاد).
وشهد بذلك العالم الفرنسي سيديو فقال:(تشهد آثار العرب ومخترعاتهم ومستكشفاتهم على أنهم كانوا أساتذتنا في كل علم وفن)، وقد وافقه على هذا الرأي العلامة جورج سارطون إذ يقول:(يستخف بعض الغربيين بما أسداه العرب إلى الحضارة والمدنية، ويزعمون أنهم لم يكونوا إلا حفظة للعلوم القديمة دون أن يضيفوا إليها شيئاً. . . والحقيقة أن هذا الرأي فاسد من أساسه. فلولا العرب لتوقف سير المدنية. إذ كانوا مشعل الحضارة، وأساتذة العالم في القرون الثلاثة وهي الثامن والحادي عشر والثاني عشر).
وقال آرثر جلين ليونارد:(يجب أن تكون حالة أوربا مع الإسلام بعيدة من كل هذه الاعتبارات الثقيلة، وأن تكون حالة شكر أبدي بدلاً من نكران الجميل الممقوت والازدراء المهين. . . فلقد وصلت المدنية الإسلامية عند العرب إلى أعلى مستوى من عظمة العمران والعلم فأحيت جذوة المجتمع الأوربي وحفظته من الانحطاط. ولم نعترف ونحن نرى أنفسنا في أعلى قمة من التهذيب والمدنية بأنه لولا التهذيب الإسلامي ومدنية العرب وعلمهم وعظمتهم في مسائل العمران، وحسن نظام مدارسهم، لكانت أوربا إلى اليوم غارقة في ظلمات الجهل)، ويقول ويدمان في هذا الصدد:(. . . لا تقل خدمات العرب للغرب عن خدمة نيوتن وفراداي ورنتجن).
ويقول غوستاف لوبون:(ما كاد العرب يخرجون من صحاري بلادهم حتى اتصلوا بالمدنية اليونانية اللاتينية، فتمثلوها، وكان تمثلها يتطلب فكراً مهذباً. . . ونحن نجهل ما كان لهم من حضارة راقية قبل الرسول (ص) فقد كانوا على اتصال بالتجارة مع العالم، وكانت لهم ثقافة أدبية عالية قبل الإسلام، ومن ثم حضارة علمية زاهرة بعد الإسلام)، وقال أيضاً:(تفوق العرب في المدينة على شعوب كثيرة، وربما لم يقم من الشعوب من تقدمهم في هذا السبيل).