للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونفرغ من القصة الأولى فنتناول القصة الثانية وهي (رسائل حب). وفي ظني أنك لو قرأت يا عزيزي القارئ هذه القصة لما خرجت منها بشيء. وهذا ما حدث لي بالضبط عند قراءتها فاستمع الآن إلى ملخصها علك تجد شيئاً من الصحة فيما ذكرت:

ف (ممدوح صادق طالب في كلية الهندسة: سافر مع أسرته في الصيف إلى الإسكندرية، فالتقى هناك بسنية في أحد الملاهي، وكانت هذه في صغرها تسكن في نفس الشارع الذي تسكن فيه أسرته، لكن والدها التاجر أفلس أخيراً فانتقل إلى حي آخر، ولم ير سنية منذ ذلك اليوم، فلما رآها الآن تملكه شعور قوي جذبه إليها، واضطر إزاء ذلك الشعور أن يتعرف إليها، ثم جلسا حول مائدة يتحدثان عن الماضي والحاضر، فعلم أنها قد أصبحت ممثلة، وعلمت أنه طالب في كلية الهندسة، ومن ثم اتفق معها على أن يبعث لها برسائل غرام عندما تعود إلى القاهرة، وذلك لأن أحد ناشري الكتب أوصاه أن يكتب رسائل غرام حقيقية لينشرها له - وهنا يجدر بي أن أشير إلى أن لممدوح صادق ميلاً إلى القصة، وقد نشر في بعض المجلات أقاصيص قصيرة - ولكنه لم يوف بوعده بعدئذ، بل كتب الرسائل بها لنفسه عملاً بوصية الناشر.

ومضت الأيام سراعاً، وإذا بخطاب يصله من سنية ذات يوم تبلغه فيه أن رسالته الغرامية التي بعث بها إليها مدهشة جداً، وأنها حازت إعجابها، وأنها تأمل أن تراه قريباً. فدهش لأنه لم يبعث لها بأية رسالة، وظل فريسة للقلق والاضطرابات إلى أن عاد إلى القاهرة مع أسرته. فسأل عن سنية وعلم أنها سافرت إلى إحدى قرى الريف لتصوير مناظر فلم جديد.

وقصد ذات يوم إلى حلاق قريب من داره، فبدأ صبي الحلاق يؤدي عمله، وفتح الدرج الذي أمامه ليخرج (المسن) الجلدي، فلمح ممدوح صورة لسنية متقطعة من صحيفة من الصحف ومحاطة بإطار رشيق، وسأل الصبي عن أسمه ولقبه، فإذا هو (ممدوح أسعد). وسأله عن علاقته بسنية فأخبره أنه رآها مرة في حياته فأعجب بها أشد الإعجاب. وقد بحث عن صورتها طويلاً فعثر عليها في إحدى الصحف واقتطعها منها، وأنه يكتب لها كلما شاء أن يفضي إليها بشيء. وأخبره أيضاً أنه يكتب في المجلات بعض القصص والأزجال!

. . ومضت أيام على اجتماعه بذلك الصبي، وإذا ببرقية من بور سعيد تصله من سنية:

<<  <  ج:
ص:  >  >>