(ألمانيا الفتاة) واخذوا ينشرن مبادئهم القويمة بمختلف الطرق وينبهون بني قومهم إلى وجوب تخليص وطنهم من الحكم الأجنبي، ودعم هذه الحركة الوطنية فريق من الأدباء والشعراء ووضعوا لذلك مؤلفات قيمة، ويأتي في مقدمة هؤلاء من الأدباء:(غوتزكو) و (لوبه) و (بورن) و (هنري هين) و (شنكندورف).
وفي أواخر القرن الثامن عشر دخلت مبادئ المذهب الإبداعي إلى إنكلترا غير أنها لم تكن في بادئ الأمر إلا عبارة عن (بدعة مخالفة للشعر المألوف) كما كانوا يقولون عنها. فحاول بعض الشعراء نظم القصائد والأشعار باللغة العامية واحيوا ما كاد يندرس من قصائد العصور المتوسطة.
وظهر في الربع الأول من القرن التاسع عشر الشاعران الغنائيان (بايرون، وشيلي) الأرستقراطيان وأضافا إلى الأدب الإنكليزي صفحات خالدة من الشعر الرقيق، ومات الاثنان في سن الشباب. وذهب الأول ضحية الحمى في مدينة (ميسو لونكي) حين ذهب إليها ليشارك الثوار اليونان في ثوراتهم ضد الدولة العثمانية، وكان بايرون لا يبحث في شعرة إلا عن نفسه، وقد فصل فيه مغامراته وآلامه وملذاته وغرامه وحقدة وشدة شغفة بالابتعاد عن الناس وضجره من الحياة، واحتقر بوقاحة أبناء الطبقة البورجوازية.
وامتاز الكاتب الكبير (ولتر سكوت) برواياته التاريخية التي نالت إعجاب الجمهور وتقديره، وأما (تشارلز ديكنز) فلم يعن بالحوادث التاريخية في رواياته بل انصرف بكليته إلى وصف الظروف والبيئة الاجتماعية التي وقعت قصصه فيها فجاءت كتبه مرآة صافية انعكست فيها أخلاق القوم وميولهم وعاداتهم وبرع الكاتب الفكه (ثكري) في دقة الوصف وقوة التعبير في كتابيه: أغنياء الجيل، ومعرض الأباطيل
وامتاز النصف الثاني عشر بوفرة الإنتاج الأدبي واتصاله الوثيق بالفنون الجميلة، وظهر من الأدباء والشعراء في إنكلترا من كان له باع طويل في الرسم والنحت مثل: روسني الرسام، ووليم موريس النقاش، وجون رسكين الذي مثل عصره خير تمثيل بكتاباته التي تزخر بحماسة غير مفتعلة، وبلاغة ساحرة، وامتاز رسكين بتفكير سليم مكنه من أن يتناول اعقد الأمور واخطر المواضيع في الأخلاق والاجتماع، ويناقشها بسهولة عجيبة، وقد اشتهر أسلوبه بالبهجة والرشاقة رغم طول الجملة في كتاباته وتزاحم الأدلة والبراهين فيها، وقد