كان لرسكين اعمق الأثر في ترقية الفنون الجميلة وتنسيق الجهود الرامية إلى تدعيم الأخلاق وتقويتها.
وخلف راسكين في ترقيه الفنون والأدب في انكلترة طائفة من الشعراء والفلاسفة والرسامين وكتاب القصص ومنهم (مريديث) و (رديارد كبلينغ) و (أتش. جي. ويلز)، وامتاز مريديث بدقة الملاحظة وإتقان التحليل النفسي؛ أما كبلينغ فقد سجل في كتبه عظمة الشعب البريطاني وقوة تفكيره، ومتانة خلقة وسلامة ذوقه. ورمى ويلز بمؤلفاته المختلفة الأدبية والاجتماعية إلى وجوب القيام بإصلاحات عميقة في حياة الأمم الاجتماعية والسياسية.
واشهر من ألف روايات تمثيلية (أوسكار وايلد) و (برنارد شو). وانصرف وايلد إلى وضع روايات هزلية امتازت بشدة الحوار والتعمق في البحث والنقد إلا انه اغضب طائفة كبيرة من الشعب بنقده اللاذع ومجونه. أما برنارد شو الايرلندي الاشتراكي المتطرف فقد ادخل إلى مسارح إنكلترا روايات هزلية ذات طابع خاص فلسفي، وانصرف بكليته إلى نقد المجتمع المعاصر نقداً لاذعاً وإلى وصف النواحي العوجاء فيه وصفاً مؤثراً طالب فيه بوجوب القيام بإصلاح اجتماعي عاجل. ويحمل كتبه كلها طابعاً اشتراكياً متطرفاً.
وفي خلال القرن الثامن عشر ظهر في فرنسا عدد من الكتاب البارعين سموا أنفسهم فلاسفة على انهم لم يبدوا رأياً جديداً في القضايا التي كانت محط نظر رجال الفلاسفة وإنما صوبوا أنظارهم إلى المسائل العلمية فدرسوا العقائد والسنن القائمة في عصرهم. وكانوا إذا ظهر لهم منها ما يخالف العقل طفقوا يحملون عليها بأقلامهم ويفضحون معايبها. فهم والحالة هذه كانوا منشئين أكثر منهم فلاسفة.
وكانت الهيئة الاجتماعية يومئذ في بلاد أوربا قائمة على دعائم متشابهة هي السلطة المطلقة للحكومة، وكان الشعب قد اعتاد على الطاعة للملوك، وكانوا يقولون أن سلطة الملك مستمدة من الله تعالى فللملك حق الحكم وعلى شعبة واجب الطاعة وهكذا كان شأن المؤمنين مع الكنيسة سواء أكانوا في البلاد البروتستنتية أم الكاثوليكية؛ فلقد كان من حقوق الكهنة تقرير العقائد الواجب اتباعها وتعيين الاحتفالات وكانوا لا يطيقون أن يكون في الدولة الواحدة أكثر من مذهب واحد، وكانت الكنيسة تتعاون مع حكومة الملك المستبد في تنفيذ المبادئ