للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وكذلك ضعفت التجارة فكسدت الأسواق وكادت تتعطل الحياة الاجتماعية والاقتصادية من كل ناحية.

ضاق بهذه الحالة أعيان القطر الحضرمي وفي مقدمتهم الإمام أحمد بن عمر بن سميط، ونظر إلى الوسيلة التي يمكن بها القضاء على ما آل إليه الأمر: فرأى إنها تنحصر في الأمور الآتية:

١ - نشر العلم بين جميع الطبقات.

٢ - تنظيم الحياة الاقتصادية بما يكفل للبلاد الخير والصلاح.

٣ - الدعوة إلى إيجاد والٍ عدلٍ، وبذلك تنتعش الآمال ويسود ما بين الناس الهناء والطمأنينة.

دأب مجاهداً في سبيل إعلاء هذه الفكرة السامية أربعين سنة وهو لا تفتر له عزيمة ولم تقعد به همة.

ومن اجل هذا (كان يشدد على كل عالم ومتعلم ويلومه اشد اللوم في ترك الدعوة ولا يتركه حتى يأخذ عليه العهد بالدعوة فإذا جاء ثانياً سأله عما فعل).

(اخذ يرسل الدعاة إلى القرى قرية فقرية وطلب لهم المعاونة المالية من أربابها كما كان يفيض عليهم من ماله الخاص. فكان الدعاة يجوبون بها طرقها وينادون من على رؤوس المنابر وبعد الصلوات، وقد يطلع منهم جماعة على منارة جامع القرية فيدعون الناس إلى الله ويتداولون ذلك فيجتمع الناس قياماً وقعوداً في سطوح بيوتهم يستمعون إليهم ويتعلمون منهم، ومنهم من يشرف من طاقته منصتاً لذلك).

ثم ألقى نظرة نحو الناشئة فأخذ في تعميم الكتاتيب ووضع لها نظاماً خاصاً، ولم يقصر الأمر على تعليم البنين بل أمر بتعليم البنات.

وكان يقول: (إن البنت التي لم نعلمها أمر دينها ولم نمكن الأيمان من قلبها لا تأتينا بنجباء، ولا تربي أولادها على محبة الخير. فاجتهد في تعليم طائفة منهن ثم نشرهن للتعليم فلم تمض مدة وجيزة حتى كانت البيوت تحن بالتعليم والقراءة كأنها بيوت النحل.

وكان الرجال من قبل لا يسمعون لفظة تعيير منهن على التقصير أو الخطأ بل ربما يحبذنهم عليه.

<<  <  ج:
ص:  >  >>