انقضت فترة قصيرة وعزفت الموسيقى تدعو للرقص فأما راجية فقد أحجمت عن الرقص لئلا يتألم حمدي. وأما حمدي فقد نهض وتبعته الراقصة إلى حلقة الرقص ومضيا يرقصان. وكان هذا هو الانتقام الذي أعده لها (!!).
وفي صباح اليوم التالي تلقى حمدي من راجية رسالة تخبره فيها بانقطاع العلاقة بينهما إلى الأبد. . .) وبذا انتهت القصة. .!
أتمعنت في حوادثها الخطيرة يا عزيزي القارئ؟؟!! تلك هي الصورة المنتزعة من صميم المجتمع المصري. .!!
ولا حاجة بي أن أكرر الحديث عن ضعف أسلوبها وركاكته مرة أخرى. ولا حاجة بي أن أكرر الإشارة إلى حوادثها الاعتيادية - وأقصد بالاعتيادية تلك التي تصلح أن تكون مادة لقصة من القصص - وموضوعها التافه. والحق أنني أعجب لقاص شهير كالأستاذ محمود كامل المحامي أن يكتب أمثال هذه القصة. والواقع أننا يجب أن نطلق على مثل هذه القصص اسم (حكايات العجائز) لا اسم (قصص اجتماعية). وكان الأحرى بالمؤلف أن يطلق عليها ذلك الاسم كي لا يكلف نفسه مئونة نقد النقاد. فبالله عليك أيها القارئ خبرني أي فائدة جنيتها من مطالعة تلك القصص؟!! وأي عبرة اعتبرتها من قراءتها؟!! ومع ذلك فالمؤلف يفخر في مقدمة كتابه بأن قصصه هذه عبارة عن مجموعة صور اجتماعية انتزعت من صميم حياة مصر الاجتماعية
- ٦ -
والقصة السادسة هي قصة (الجارة الراحلة). وهي قصة نفسية جيدة وإن كان فيها شيء من الاستخفاف بنفسية المرأة لا نصيب له من الواقع.
ولكنها على كل حال قصة فنية من طبقة قصة (تمثال يتحطم).
وأختتم نقدي لهذا الكتاب بالإشارة إلى ضعف لغته فهي إن لم تكن في الدرجة المتوسطة فأقل منها. وقد لاحظت أن المؤلف قد استعمل كلمات في غير موضعها أمثال كلمة (الحياكة) - في قصة (موسيقار الطريق) - بدل (الخياطة)، و (الحائك) - في قصة (المعلم حنفي) بدل (الخياط).