ما يشاء وليس لأحد أن يحصى عليه، فاقبض على هذا الأصل وعه، وتبينه، فلن تجد تناقضا ولا غرابة، وجمال الرد في هذا: ان الشعراء لهم ان يدعوا ما شاء لهم الخيال، وان التشبيه هنا للتأكيد والتقوية والإيضاح ولا يفوتني أن أنبه الأستاذ أنه ذكر أن مرد الغرابة في كلام الأستاذ الخولي أمران، ثم ذكر إحداهما ولم يذكر الاخر، فلعل في هذا المنسي الإلزام والإفحام، الإقناع والإمتاع!.
- ٣ -
يقول الأستاذ الخولي:
(أ) هم يقولون إن بعض التعابير أوضح من بعض، فعلم البيان هو الذي يبين درجات الوضوح).
فيقول الأستاذ العماري (ليست وظيفة علم البيان البحث في درجات الوضوح) ثم يقول (هذا العلم له أبحاث كثيرة، قد يكون البحث في وضوح الدلالة أقلها).
فأي تهافت هذا وأي اضطراب: علم البيان لا يبحث في الوضوح والخفاء، علم البيان يبحث في هذا ولكن ليسٍ هذا وحده.
تعال - يا أستاذ - أين الخطأ في قول أستاذ الجامعة؟
هل عبارته تفيد أن علم البيان لا يبحث إلا في أمر الوضوح والخفاء كما تزعم؟. انه يقول (علم البيان هو الذي يبين هذا نعم هو ذاك فليس ذلك موكولا إلى علم المعاني أو علم البديع، ولكنه لم يقل إن هذا كل مباحث علم البيان يا دقيق!!
(ب) ويقول أستاذ الجامعة:
(والجملة تتكون من أجزاء سليمة، وهذا ما يكفله علم النحو) فيزعم الأستاذ العماري أن النحو (يبحث في سلامة التراكيب) و (أن الذي يبحث في المفردات إنما هو علم التصريف)
فليفرخ روعك يا صديقي فإن الكلمة في الجملة لها ناحيتان هيئتها من مادة وترتيب حروف وضبط وهذه للصرف، وناحية آخرها - إذ هي في جملة يا فتى! - وهذه للنحو.
وأستاذ الجامعة حين كفل النحو بذلك إنما أراد النحو والصرف، قال في الشافية: وأعلم إن التصريف جزء من النحو بلا خلاف بين أهل الصناعة).