عندئذ أوفد ابنه الملك السعيد: الأمير علم الدين سنجر والطواشي صفي الدين جوهر الهندي فوصلا من مصر إلى دمشق، ولما كانت ليلة الجمعة الخامس عشر من رجب سنة ٦٧٦هـ حمل نعش الملك الظاهر من القلعة ليلا على أعناق الرجال:
خرجوا به فوق الرقاب وساروا ... تهديهم من وجهه الأنوار
وسروا به ليلا ليخفوا قبره ... والليل لا تخفى به الأقمار
هم سارعوا نحو الثرى بعبيره ... وقبوره الأسماع والأبصار
عندئذ أوفد ابنه الملك السعيد: الأمير علم الدين سنجر والطواشي صفي الدين جوهر الهندي فوصلا من مصر إلى دمشق، ولما كانت ليلة الجمعة الخامس عشر من رجب سنة ٦٧٦هـ حمل نعش الملك الظاهر من القلعة ليلا على أعناق الرجال:
خرجوا به فوق الرقاب وساروا ... تهديهم من وجهه الأنوار
وسروا به ليلا ليخفوا قبره ... والليل لا تخفى به الأقمار
هم سارعوا نحو الثرى بعبيره ... وقبوره الأسماع والأبصار
وسارت جنازته إلى صحن الجامع الأموي للصلاة عليه، ولما انتصف الليل خرجوا به يتقدمهم نائب السلطنة المصرية بالشام الأمير عز الدين أيدمر ومعه أمراء جند الشام وتوجهوا به إلى المدرسة الظاهرية ثم إلى التربة التي أنشئت له، وهناك ألحده. قاضي القضاة عز الدين بن الصائغ. ولما ارقد رقدته النهائية بدأ القراء مستفتحين بالآية الكريمة (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا وألا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون)، ولقد زرت هذا الضريح ووصفته على حالته بعدد (الرسالة) ٤٧٠ المؤرخ ٢٣ نوفمبر سنة ١٩٤٢، وكنت لا أدخل دمشق إلا جعلت من برنامجي زيارة هذا القبر الطاهر والوقوف أمامه أرتل قول القائل نقلا عن ابن الفرات:
صاح هذا ضريحه بين جفنيّ ... فزوروا من كل فج عميق
وهو القائل أيضا:(إن الأسف تجدد بدفنه فكان العالم فجعوا بأبيهم الشفوق، وقضوا حق التعزية وأنى يقضي أحد ما له من الحقوق).
ولقد تقلبت بي الأيام وتنقلت بين بلدان كثيرة وأتيت من كلف فج عميق لأجدد عهد