عمره ١٥٠سنة. وعملت أيضاً إحصائيات بالولايات المتحدة سنة ١٨٩٠ أسفرت عن وجود ٣٨٩١ من المعمرين الذين عاشوا بعد الماية عام إلى غير ذلك من الإحصائيات.
هذا، وقد ذكر العلماء مثل: هاملر وبلاندن وجريفز أن بعضاً من المعمرين تنبت أسنانهم للمرة الثالثة، وأن امرأة هرمة ربا عمرها عن ١١٠ عام عادت إليها أسنانها للمرة الثالثة كما تبدل بياض شعرها سواداً. والبعض منهم يحتفظ بقواه العقلية والجسمية بدرجة تمكنه من إدارة شؤونه. فوليم جلادستون مثلا الذي كان لزعيم الأحرار البريطاني، والذي كان زميلا ومعارضا لدزرائيلي زعيم المحافظين في ذلك الوقت بلغ جلادستون من عمره التسعين، ومع ذلك كان محتفظا بقوة عقله وجسمه، وكان يمارس قطع الأخشاب كغية في وقت فراغه، وهو عمل شاق حتى على الشبان.
كان يلذ للناس منذ قديم الزمان ويسترعي فضولهم أن يسألوا المعمرين عن سر تعميرهم، وهل عثروا على حجر الفلاسفة وأكسير الحياة؟! وكانت الأجوبة في كثير من الأحيان لا تروي ظمأ ولا تشفي غليلاً، بل كان فيها أحياناً شيء من التناقض، مثال ذلك ما يرويه الفرنسيون على سبيل التندر عن بعض المعمرين من سكان بريتانيا في شمال فرنسا. سألوه ذات مرة عن السر في طول عمره؟ فأجابهم بشيء من التحدي:(إن السر في ذلك بسيط جداً. كنت إذا ما أكثرت من شرب الخمر رجعت فأكثرت من التدخين، وإذا ما أكثرت من التدخين عدت لأدمن الخمر وهكذا دواليك). والمفروض في هاتين المادتين، أي الخمر والتبق، هو ضررهما بالجيم لا سيما في حالة الإدمان. غير أن الذي يشاهد في معظم الأوقات أن اغلب المعمرين كانت حياتهم هادئة نسبيا قليلة الهموم والعواطف المؤذية مثل الغيرة والحسد والبغض. وقد قال بعض علماء الصحة - في شيء من المبالغة - إن الإنسان لا يموت موتا طبيعياً، ولكنه ينتحر لإسرافه وعدم مراعاته الاعتدال الذي هو أهم العوامل لصيانة الجسم. فالإفراط ماديا كان أو نفسياً يعود على الجسم بإضرار بليغة؛ كما أن الكثير من الناس يتعاطى من الطعام ثلاث أضعاف ما يلزمه، ومن هنا نشاهد نسبة التعمير بين الفقراء ومتوسطي الحال تفوق نسبتهم بين الأغنياء المترفين. وليس خطأنا فيما يتعلق بالأطعمة محصورا في (الكم) ولكنه يشمل (الكيف) من حيث تحضير الأطعمة. نتفنن في طرق طبخها ونبالغ فيه، وفاتنا أن كثرة الطهي تفقد الأغذية كثيرا من قيمتها