للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الغذائية، كما أن المواد الحية من حيوان أو نبات هي أفيد لصحتنا وأجدى لإحياء أجسامنا. خذ مثلا بعض سكان النرويج وسيبيريا الذين يعيشون في اغلب الأوقات على المواد النيئة من حيوانية مثل السمك والقواقع وغير ذلك مما يلفظ البحر، ونباتية مثل الفواكه والخضراوات والبقول نجد نسبة المعمرين مرتفعة عند تلك القبائل. وقد استرعت هذه الخاصية أنظار العلماء والفلاسفة منذ عهد بعيد. ويذكر الفيلسوف العالم أرسططاليس أن بعض التماسيح تبلغ من العمر عتياً، وقد يمتد بها الأجل إلى أكثر من ٥٠٠ عام، ومن أهم الأسباب المؤدية لطول أعمارها - كما يزعم - هو كوننها تتغذى على الأحياء المائية من نبات وحيوان.

أما الاختلاط الدائم بالشباب الأقوياء، وكونه مؤدياً إلى الاحتفاظ بالشباب، فقد أقر هذه الحقيقة القدماء ونوه بها بعض الفلاسفة والعلماء مثل جالينوس؛ وكذلك الفيلسوف الإنجليزي (روجر بيكن). وقد قال في ذلك: (إن هنالك أرواحا وإشعاعا ينبعثان من الإنسان الشاب القوي، ويكون فيهما شفاء للمريض، وتجديد لشباب من ولى عنه الشباب وعلا مفرقه المشيب). والواقع أن هذه الظاهرة النفسية الحيوية قد أثبتها العلم الحديث ووجد لها تعليلاً بيولوجيا بواسطة الاهتزاز والذبذبة الخلوية ١١٤ واثبت عمليا وجود مثل هذه الذبذبة بواسطة أجهزة بلغت منتهى الإتقان والحساسية، وكلما كان الجسم قويا شابا كانت الذبذبة أكثر نشاطا، ومجموعة الاهتزازات والذبذبة المنبعثة من الخلايا الحية تكون ما يسمونه (بالإشعاع الحيوي) وهذا الإشعاع إذا ما صادف - بالقرب منه - جسماً هرما وهزيلا احدث فيه اهتزازا قويا لخلاياه بواسطة الجذب الكهربائي المغنطيسي.

وقد استخدم بعض العلماء ظاهرة الإشعاع الحيوي وما ينتج عنه من جذب مغنطيسي كهربائي لإعادة الشباب منها طريقة (جاورسكي) بواسطة حقن دم شاب قوي الآخر معتل الصحة أو متقدم في السن على شرط أن تكون الدماء من نفس النوع والفصيلة لكيلا تحدث تفاعلات مؤذية للجسم. وهناك طريقة أخرى هي طريقة (فورونوف). وهي تطعيم الجسم بخلايا وأنسجة من جسم آخر وهي نوع من الترقيع الجسمي وليس من النادر أن نشاهد فتاة زوجت من شيخ، وهذا كثير الحصول عندنا في الشرق، إذ عامل الجاه والغنى يلعب دوراً كبيراً في مثل هذه المناسبات. فنلاحظ أن الزوجة الشابة تذبل قبل اوانها، بينما تبطأ

<<  <  ج:
ص:  >  >>