للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

خطوات الشيخ نحو الهرم والمشيب، والسبب في ذلك هو ما أسلفنا من شرح. وحتى من المتداول بين عامة الناس أن الشيخ إذا تزوج من شابة (شرب أنفاسها).

٢ - نبذ عواطف البغض والحسد والغيرة:

الحسد داء عضلي يفسد الأود وينهك الجسد. هو أخبث مكروب يؤدي بحياة صاحبه، وقد قام بعض علماء النفس بإحصائيات دقيقة، فوجدوا أن كثيرين ممن أصيبوا بهذا الداء لم يعمروا كثيرا إذا استثنينا بعض الشواذ (يعجل الله بالأحياء) أو كما يقال بالفرنسية , ولكن في الغالب الوضع كما أسلفنا. والحسد يسبب البغض والغضب عن الغير لما أصابوا من نعمة أو ما حصلوا عليه من جاه، وهذه العواطف الذميمة تؤثر تأثيراً سيئا على سائر أعضاء الجسم ولا سيما الجهاز العصبي فتتوتر الأعصاب ويعتريها التعب من فرط التهيج والانفعالات، كما تتأثر بقية الأجهزة لخضوعها المباشر للجهاز العصبي فيحدث بالجسم ضرراً بليغا. وقد أجاد بعض شعراء العرب في وصف مفعول الحسد فقال:

أصبر على كيد الحسود ... فإن صبرك قاتله

كالنار تأكل بعضها ... إن لم تجد ما تأكله

وكثيراً ما يكون الحسد سببا في إفساد العلاقة الودية بين أفراد العائلة، كما يفسد صحة أولئكم الأفراد. وقد قص علي صديق فرنسي مأساة مؤداها أنه تعرف بعائلة كريمة كانت في رغد من العيش، وتتكون من أبوين وأربعة بنات يربط أفرادها حب عائلي وثيق. تزوجت الكبرى بمهندس دمث الأخلاق موفق في جميع مشاريعه واعماله، فمهرها أبوها مهرا عالياً - كما هو الحال عند الغربيين - وجهزها بكل ما تحتاج اليه، كما قام بنفس الواجب نحو باقي البنات. نجح المهندس زوج الكبرى وازدهرت أعماله وتضخمت ثروته بعكس ما وصلت إليه حال بقية الأزواج، فقد ساءت لحد بعيد، وذلك بسبب سوء تصرفهم أو سوء حظهم أو كليهما معا. دب الحسد في قلوب الأخوات الثلاث نحو الأخت الكبرى وصرن يتقولن عليها ويرمينها وزوجها بالبخل والتقتير حينا وبالكبرياء أحياناً، وأن زوجها من عائلة وضيعة، وأنه جمع ثروته سحتا عن طريق التزوير؛ وأصبحن لا شاغل لهن غير التعرض لأختهن وزوجها، وتسبب في نفوسهن ما يشابه (العقدة النفسية) من جراء هذا الحسد، فماتت إحداهن في سن مبكرة لم تزد على السادسة والعشرين كما قضت

<<  <  ج:
ص:  >  >>