للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

إلا قائم) انك اختصصت القيام من بين الأوصاف التي يتوهم كون زيد عليها ونفيت ما عدا القيام عنه، فإنما نعني انك نفيت عنه الأوصاف التي تنافي القيام نحو أن يكون جالسا أو مضطجعا أو متكئا أو ما شاكل ذلك، ولم نرد أنك نفيت ما ليس من القيام بسبيل إذ لسنا ننفي عنه بقولنا: ما هو إلا قائم أن يكون اسود أو ابيض أو طويلا أو قصيرا أو عالما أو جاهلا، كما أنا إذا قلنا: ما قائم إلا زيد لم نرد أنه ليس في الدنيا قائم واه، وإنما نعني ما قائم حيث نحن وبحضرتنا وما أشبه ذلك) ونلاحظ أن الشيخ عبد القاهر كان دقيقا كل الدقة فلم يقل إن هذا في القصر الإضافي، وإنما ساقه على أنه فكرة عامة في القصر، وأمثلته صالحة لأن تكون قصرا حقيقيا تحقيقيا أو إدعائيا، وأن تكون للقصر الإضافي ولكن بشرط أن يعين المخاطب في ذهنه المثبت والمنفي. ثم نرد على الأستاذ فنقول له: ارجع إلى شواهد القصر الإضافي فسترشدك إلى أن النزاع يكون في شيئين ماثلين في ذهن المخاطب، ولنسق نحن جملة من الشواهد الفصيحة يقول الله تعالى: إنما أنت مذكر ليست عليهم بمسيطر. وما أنت بمسمع من في القبور إن أنت إلا نذير. ما هذا بشراً إن هذا إلا ملك كريم. أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا. لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون. ويقول صلى الله عليه وسلم: ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد هو الذي يملك نفسه عند الغضب. إنما أنا قاسم والله يعطي. وهكذا إذا تتبعنا الأمثلة التي صرح فيها بالمثبت والمنفي وجدنا أن كليهما معلوم للمخاطب وله فيه نظرة، فإذا كان المنفي عاما لم يكن هذا من القصر الإضافي، ولذلك يقول بعض العلماء إن قول الغطمش الضبي:

إلى الله أشكو لا إلى الناس أنني ... أرى الأرض تبقى والأخلاء تذهب

من القصر الحقيقي، ولست - والله - ادري من أين جاء للشيخ أن الغرض من القصر الإضافي أن نحول بين ذهن السامع وبين صفات أخر تتوارد عليه لها بهذه الصفة المثبتة صلة ورباط؟!

٣ - وقد انتهى العلماء منذ زمن بعيد من تقسيم القصر الإضافي، ووقفوا عند قصر الأفراد والقلب والتعيين باعتبار حال المخاطب في اعتقاد الشركة أو العكس أو التردد، ولكن الأستاذ يتنبه إلى أن القسمة العقلية كانت تقتضي قسما رابعا وذلك في حال ما إذا كان

<<  <  ج:
ص:  >  >>