للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

عنها، وللأطباء نقيب، ولعمال الطباعة، وسائقي السيارات.

أما الأشراف. . .؟ فهل تريدون أن تسيئوا إلى الإسلام كذبا وافتراء فتوهموا الأجانب أن الشرف عندنا بالنسب؟ وأن من شعائر الدين أن يكون لأشرافكم هؤلاء. . . نقيب؟ وإذا كان الشيء يعرف بضده فهل يكون كل خارج عن هذه (النقابة. . .) غير شريف، أي رذيلاً؟ وهل ترون أن نطالب نحن أيضاً الحكومة أن تعمل لنا نقابة أرذال، أو إذا شئتموها على الوزن. . . (نقابة أشرار)؟

إنكم ستسبونني. . . الله يسامحكم! بسّْ قولوا لي من فضلكم: كيف لم يدرك الصحابة والتابعون أن الشرف بالنسب، وحسبوه (جهلا منهم) بالدين والمعاملة والتقوى؟ وكيف لبثوا في الصدر الأول الذي هو الخير القرون مئات من السنين بلا نقيب أشراف ولم تنقض عري الإسلام؟

كيف يا أيها السادة؟ كيف. . . بالله عليكم؟؟ ألم يخطر على بالكم ذلك أبداً؟؟

وظائف الإنشاء:

ودخل علىّ الطبيب، وهو ابن عمي ولِدَني ورفيقي في مدرستي، فرآني أكتب فقال: ما هذا؟ أتجبر نفسك على الكتابة وأنت مريض، أهي وظيفة إنشاء؟ قبح الله وظائف الإنشاء. قلت: ولم؟ قال: لأني ما أفلحت فيها قط ولا أحسنت كتابتها. قلت: ليس بعجيب وأنت طبيب أنك لم تكن تفلح فيها، ولكن العجيب بي أنا، إذ لم آخذ في الإنشاء مادون الدرجة الوسطى، ولم يكن معلم يعتقد أني أصلح للكتابة، وذلك أنهم كانوا يكلفوننا الكتابة في موضوعات لا يكتب فيها، ولقد سئلنا مائة مرة هذا السؤال: (ماذا تحب أن تكون في مستقبلك؟) كأن الدنيا تمشي على ما أحب وما أكره، وكانوا يقدرون الدرجة لا على حسن الكتابة بل على بعد المطمح. ولقد أبعدت فتمنيت أن أكون ملكا وحاكما بأمره وشيخ إسلام وقائداً فاتحاً وما شئت من بعيد الآمال فما أعجب المعلم شئ من ذلك، ولا أعجبه أن أكون معلماً ولا شرطياً ولا تاجراً ولا لصاً. وسئلنا عشرين مرة أن نكتب في (وصف روضة)، فكنت أكتب وصف بستان أعرفه، فيه مزبلة وراء الباب وساقية ماؤها عكر، وغربان تصبح على الأشجار، فلا يرضى عنه لأنه يريد روضة ماؤها سلسبيل وحصباؤها درّ. وعلى دوحها العنادل والشحارير، ومن أين أصل إلى هذه الروضة حتى أصفها؟ وأعجب

<<  <  ج:
ص:  >  >>