للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

حين جريدة (الميزان) أدبية سياسية. واستمر في إصدارها حتى عام ١٩٢٧. وإذ ذاك اهتصرته يد المنية وهو لا يزال في ريعان شبابه.

وله كتب مطبوعة ومخطوطة. منها كتابه (الكرميات) وهو مجموعة خواطر وآراء كلها قيم، ثم قصص مترجمة عن الإنجليزية، منها (خالد)، وفيها تفصيل عن الصحراء، وسرد لما يقع في جنباتها. ثم (الوردة الحمراء) وهو صورة من الأدب الخالد، ومؤلفها الكاتب الذائع الصيت (أوسكار وايلد). ثم كتب في النقد، ومعظمها نشرت مادته في الصحف التي عاصرته، وكانت بتوقيع (قدامه)، وهو الاسم الذي كان يحتجب وراءه.

وقد كان حجة في اللغة العربية، يراعى في أسلوبه التحرر من قيود الرجعية والجمود. وحسبك أن يعترف له بفضل السبق علماء أجلاء، كالمازني والعقاد، وقد صدر ذلك عنهما في حفل أقيم في مصر، وشهده أخوه (أبو سلمى) الذي نقل إلي طرفاً من حديثهما عنه حينذاك وثنائهما عليه وكالأستاذين خليل مردم بك، والشيخ المغربي في دمشق، وقد حدثاني عنه حديثاً يستشف منه إعجابهما به وتقديرهما له.

وهنالك أدباء صحفيون كانوا هم الطليعة الأولى في هذا الميدان. منهم الأستاذ رشدي شعث صاحب مجلة (المنهل)، ثم الأستاذ جميل البحري صاحب مجلة (الزهور)، ثم الأستاذ حنا العيسى صاحب مجلة (الأصمعي)، ثم الأستاذ خليل بيدس صاحب مجلة (النفائس). وسوف أتحدث عنه مفصلا حين أتحدث عن (الأدباء القصصيين) إذ هو أحدهم. ثم الأستاذ نجيب نصار صاحب (الكرمل الجديد)، ثم الأستاذ بولص شحاذة صاحب (مرآة الشرق)، ثم الأستاذ الشيخ علي الريحاوي وهو مؤسس أول مجلة في فلسطين وهي مجلة (بيت المقدس). وحين أوقف لأسباب سياسية أسس جريدة (النجاح). ولكنه شغل عنها بعد ذلك بالسياسة. فسافر إلى الآستانة مبعوثاً عن قضاء القدس وهنالك تعرف إلى كثيرين وعرفوا أدبه القيم. وهو شاعر فحل وسأورد نماذج من شعره حين أتحدث عن الشعراء. ثم الأستاذ الشيخ سليمان الفاروقي. وهو مؤسس جريدة (الجامعة الإسلامية) التي صدرت عام ١٩٣٣، واستمرت حتى عام ١٩٣٧ ثم توقفت بعد ذلك بسبب إرهاق الحكومة لها. والأستاذ الفاروقي أديب مطبوع، درس في الأزهر ثم في جامعة الحقوق في الآستانة، ثم اشتغل بالمحاماة أمداً من عمره، وله شعر ونثر يجعلانه في نظر المعجبين بأدبه (معري فلسطين)،

<<  <  ج:
ص:  >  >>